قسم عظيم من الجنانات خارج الأسوار قال داود في التكملة إنه كان معروفا بهذا الاسم عام 1159ه/ 1746م. أما نحن فأقدم ما وقفنا عليه من الرسوم التي ورد فيها بهذا الاسم تعود إلى محرم عام 1148ه/1735م. ولا ندري إن كان الاسم موجودا قبل تلك السنة. أما أصله فالراجح أنه من رجل كان يسمى بهذا الاسم، ويذكر الرهوني أن العامة تعده من الأولياء وأنه مدفون هناك، ولكنه بعد الاستقصاء لم يعثر على ضريحه ولم يجد بكل تلك الناحية على ضريح إلا واحدا لامرأة من أولاد زيوان الذين أتوا من بني سعيد. ولا يلتفت إلى الكلام عن اشتقاق هذا الاسم من بشرات غرناطة فلا أصل له. وقد أصبحت هذه "الحومة" الآن مأهولة بالكامل وقبل أربعين سنة فقط كان البناء فيها قليلا جدا وكان جلها لا يزال جنانات لأهل تطوان، وكان للناس عليها إقبال شديد لأنها حسب ما ذكر الرهوني كانت أجود بساتين تطوان كلها هواء وأكثرها فائدة للصحة، ويؤيد هذا ما قاله المرير عن الأديب أحمد ابن موسى أنه اشتكى للولي الصالح عبد السلام ابن ريسون – وكان مشهورا بتطبيب الناس – من مرض أضر به، فقال له: "أنت عندك جنان في بوجراح"، ففهم الرجل قصده وقصد جنانه ليقيم به فتعافى وصح بدنه بعد ذلك. وهي في العادة تقسم إلى قسمين: بوجراح الأسفل وبوجراح الأعلى، فالأول لجهة "الكنطينة" أو "دار السدراوية" الحالية ويتاخم الموضع المسمى "قنا الحمام" والأعلى واقع في السفوح العلوية لجبل درسة ومنتهاه إلى "غرابو". والله أعلم. العنوان: معجم الأماكن التاريخية في تطوان للمؤلف: بلال الداهية منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...