تؤثث أزيد من 50 لوحة مختلفة الألوان والأحجام جدران رواق محمد الدريسي للفن المعاصر بطنجة، في معرض للفنانة نسرين الشودري يحمل اسم "نبضات روحانية"، افتتح أمس الخميس ويستمر إلى غاية 31 مارس الجاري. من بين الألوان الدافئة والباردة والقاتمة، تتدفق من لوحات زينب الشودري ترانيم صوفية تدفع المشاهد إلى التأمل في المعالم الطبيعية التي تحولت إلى مشاهد تجريدية بديعة، تأويلها منفتح على كل الآفاق، بل وتشد المشاهد برونقها وأشكالها الهائمة في الفضاءات المتخيلة. وأكدت الفنانة الشودري، من مواليد تطوان وخريجة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالمدينة ذاتها عام 1998، أن جل لوحات المعرض ال 52 هي من إبداع عام 2019 بتقنية الصباغة الزيتية على القماش وبأحجام مختلفة، موضحة أن مواضيعها مقتبسة من الطبيعية لكن يغلب عليها الطابع التجريدي، لكي "تترك للمشاهد حرية الإحساس بالألوان والروحانية التي تنبعث من اللوحات". في رصيد ابنة تطوان تنظيم أزيد من 10 معارض فردية والمشاركة في أكثر من 50 معرضا جماعيا بالمغرب وبالخارج، بصمت خلالها على حضور يطغى عليه الإبداع. وأضافت الفنانة أن لوحات المعرض تفتح أمام المشاهد نوافذ على عوالم روحانية وإبداعية وجمالية، معتبرة أن الفن التجريدي يترك للمشاهد حرية التأويل تبعا لحالته النفسية وللشعور الطاغي عليه في اللحظة، سواء كان حزنا أو فرحا، بينما تفرض اللوحات الانطباعية والواقعية على المشاهد إحساسا "جامدا". وخلصت، في تصريحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن اللوحات التجريدية بالمعرض هي بمثابة "موسيقى صامتة تترك للمشاهد حرية وضع الكلمات التي يريد". من جانبه، اعتبر المؤلف الموسيقي والناقد الفني علي عبد الله، في ورقة تقديمية للمعرض، أن الأسلوب المعتمد في اللوحات يعكس "عمقا في السرد الجمالي الذي تعتمده الفنانة في حكايا اللون"، معتبرا انها تجسد "شخصية متميزة تحاكي في بعضها مدارس الفن التشكيلي وتطوراته". وأضاف أن الفنانة الشودري تتعمق في رسم معالم وجدانية ونبضات روحانية تتمثل في معالم الطبيعة، كما تتعامل معها بسلاسة مثيرة للفضول، و"كأنها تسكن عالمها المثالي مترفعة به عن الأرض وأبراجها، فهي تستطيع بألوانها أن تغزوا ذائقتنا وتنقلنا إلى عالم الرقي والتفاؤل وتعمر وجداننا بسحر الفن وجماله".