يبدو أن المعركة الطاحنة التي تدور رحاها بين المحامي السابق ووزير العدل الحالي "عبد اللطيف وهبي" وجمعية هيئات المحامين بالمغرب دخلت إلى النفق المسدود وتطورت من جدل قانوني وتدافع بين الرأي والرأي الآخر، إلى ما يشبه معركة تكسير للعظام . والدليل على ذلك أن البلاغ الأخير الصادر عن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب الذي يدعو إلى الإضراب عن العمل طيلة يومي 8 و 9 نوفمبر بجميع محاكم المملكة، هو مؤشر إلى عودة الأزمة إلى مرحلة الصفر حيث عبر المحامون في تلميح شبه صريح إلى وجود حملة استهداف ممنهجة ضد مهنة المحاماة مشيرين بأصبع الاتهام إلى الوزير "عبد اللطيف وهبي" الذي يقود حملة إعلامية شرسة ضدهم حسب وصفهم . وبهدف عزل الوزير" عبد اللطيف وهبي" عن محيطه الحكومي وفريقه السياسي، استعمل بلاغ جمعية هيئات المحامين بالمغرب تقنية خطاب الشاعر" حسان ابن ثابت" الشهيرة ب" سأسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين " . بعبارة أوضح إن جمعية هيئات المحامين تثمن عاليا دور الوساطة الذي تضطلع به الفرق البرلمانية، كما تدعو الوزير المنتدب بالمملكة بالميزانية فوزي لقجع إلى مواصلة الحوار مع مكتب الجمعية في أفق الوصول إلى تسوية مرضية للنقاط الخلافية العالقة، في حين وجهت نيران مدفعيتها الثقيلة في مواجهة عبد اللطيف وهبي رافضة الجلوس معه على طاولة المفاوضات وهذا التكتيك يشبه فرض نوع من الحصار على وزير العدل . يذكر أن وزير العدل و القيادي السياسي عبد اللطيف وهبي كشف أن اكثر من 90 في المائة من المحامين متورطين في التهرب الضريبي وأن مبادرة صياغة القوانين والتشريعات هي من الاختصاصات المنوطة بوزارته، وأنه وزير سياسي غير جبان ، ويتحمل المسؤولية السياسية الكاملة، ومن هذا المنطلق يرفض بتاتا أن يسجل التاريخ أنه كان يشتغل مجرد ساعي بريد لفائدة جمعية المحامين.