كيف طرى وجرى القاضي طاح ف المجرى: كيف طرا وجرى؟ إن القاضي سقط في المجرى. أي في المرحاض. يقال ذلك على سبيل التنكيت، عندما يراد الاستهزاء بشخص متكبر يسر الناس بسقطته، أو التشفي من متسلط متعجرف يفرحون لنكبته. وكلمتا (طرى وجرى) بسكون الطاء والجيم. وبعض نواحي المغرب، كان بما قضاة يكبرون عمائمهم ولحاهم، ويهينون كل من عداهم، فكان الواحد منهم إذا أصيب بمكروه، سر بذلك بعض الناس. كيف كيعرف ربي عبدو: كما يعرف الله عبده. يكنى بذلك عن أن الشخص دائم الحضور، ملازم لا يكاد يغيب طرفة عين. وفي الغالب يقال ذلك في الشخص الذي يستثقل حضوره ويتمنى غيابه . كيف مشي کيف جا، بحال الطحين د الرحوي: أي رجع كما ذهب، مثل دقيق الرحوي. يقال في الشخص الذي يغيب، إما للدراسة وإما للتجارة وإما لغير ذلك مما يستفيد منه الناس ماديا أو أدبيا، فيعود فاشلا في مهمته، خاوي الوفاض من منفعته. والرحوي هو صاحب الرحى التي يطحن فيها القمح وغيره من الحبوب، وكانت العادة في تطوان، أن الناس يغسلون القمح في ديارهم، وينظفونه من الأحجار والطفيليات، فيأتي الرحوي بدوابه، ويحمل ذلك القمح إلى المحل المخصص لوزن الحبوب، حيث يزنه الشخص المكلف بذلك رسميا، ويقيد في بطاقة خاصة اسم صاحب الدقيق واسم الرحوي ووزن القمح وثمن طحنه، ثم يحمل الرحوي ذلك القمح إلى رحاه التي تدور بالماء الغزير المنحدر من جبال قبيلة بني حزمر، المجاورة لبساتين تطوان من جهة الجنوب، وبعد طحنه يرده لصاحب الميزان من جديد، ويقيد في نفس البطاقة ما عسى أن يكون هناك من فرق في وزن القمح قبل طحنه وبعده، وفي الغالب لا يكون هناك فرق في الميزان، فلذلك يقال فيه: كيف مشى كيف جا، أي لم يزد فيه ولم ينقص منه. ويشبه بذلك الشخص الذي لم يستفد شيئا، لا ماديا ولا أدبيا كما في هذا المثل. وبعضهم يقول: بحال الحمل د الطحين. والمعنى واحد. *-*-*-*-* العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...