لليوم الثاني على التوالي خرجت ساكنة الجماعة القروية العليين للاحتجاج ضد الوضعية المزرية التي تعيشها الجماعة وافتقادها لغالبية الخدمات العمومية. وصدحت حناجر العشرات من المواطنين والمواطنات صباح اليوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 أمام مقر الجماعة التابعة للنفوذ الترابي لعمالة المضيقالفنيدق بالشعارات المطالبة بتحسين الوضعية المعيشية للساكنة والمطالبة بالتشغيل وفتح المجال أمام حركية البناء والتعمير الذي يوفر فرص شغل مهمة لأبناء المنطقة علاوة على خلق فرص الشغل للشباب وتجويد خدمات الإنارة والماء الشروب وتحسين وضعية المسالك الطرقية بالمنطقة. وتشهد الجماعة القروية العليين تطويقا أمنيا كبيرا منذ صباح الأمس في محاولة لمنع المتظاهرين من تنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقر عمالة المضيقالفنيدق. وسخرت المصالح الأمنية وسلطات عمالة المضيقالفنيدق عشرات رجال الأمن والقوات المساعدة لثني المحتجين عن اختراق الطريق الوطنية صوب مقر العمالة، محاولين نزع فتيل الاحتجاج في مهده مخافة توسع رقعة الاحتجاج ليشمل الدواوير الأخرى التابعة للجماعة. وشهد اليوم الأول من الاحتجاج أمس الاثنين محاولات حثيثة لرئيس الجماعة وبعض رجال السلطة وأحد النواب البرلمانيين بدائرة المضيقالفنيدق لمنع الاحتجاجات وإقناع الساكنة بالتراجع عن التظاهر في أفق التسريع بحل مشاكلهم والدفاع عن مطالبهم، إلا أن المحتجين رفضوا كل محاولات الوساطة المتأخرة للتراجع عن الاحتجاج. وقال أحد ساكنة مدشر فرسيوة التابع للجماعة القروية العليين أن الساكنة ضاعت ذرعا بالوعود الكاذبة التي أطلقها غالبية المسؤولين منذ سنوات، وأن غالبية المواطنين يعانون أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة. وأكد المتحدث في اتصال مع جريدة بريس تطوان أن الاحتجاج سيبقى الوسيلة الوحيدة لإيصال صوت الساكنة للجهات المسؤولة قصد إخراجهم من الضائقة الصعبة التي يعيشونها، مسجلا في ذات السياق أن إغلاق المعبر الحدودي باب سبتة وجائحة كورونا ساهما بشكل كبير في تأزيم الوضعية الصعبة وتكريس العزلة والهشاشة التي تعيشها هذه المنطقة. وطالب المتحدث بضرورة إيجاد الحلول الأنية والعاجلة لمجموعة من الملفات العالقة في أفق إنعاش المنطقة مستقبلا.