تحتفي الدورة الحادية عشرة لمهرجان "أندلسيات طنجة"، الذي تنظمه مؤسسة نسائم الأندلس لحفظ الموروث، ب "الرؤيا العالمية لموروث جاوز الألفية". ويشمل برنامج المهرجان، الذي يمتد على 3 أيام، سهرة تحييها المجموعة الأندلسية الكبرى للشمال، والتي تضم ألمع الفنانين الموسيقيين من طنجةوتطوان والعرائش وشفشاون وأصيلة، والتي قدمت نوبة "روح وريحان بآس وأفنان"، تحت إشراف الأستاذين محمد الأمين الأكرمي وجمال الدين بنعلال. وقد تم في أول أيام المهرجان وبمناسبة العشرية الثانية تكريم الفنان ابن طنجة محمد العربي السرغيني، تلاها تقديم لوحة فنية أندلسية. ومساء السبت، تواصلت فعاليات المهرجان بحفل استقبال أحيته فرق فلكلورية، قبل مواصلة العروض الأندلسية بوصلة انصهر فيها التراث الإسباني والتراث المغربي من أداء الفرقة الإسبانية "الضفتين"، تحت إشراف الفنان الإسباني لويس ديلغادو ومحمد العربي السرغيني، وبمشاركة الفنان بيريز خيسوس. وواصل الجمهور السفر الأندلسي مع جوق المرحوم عبد الكريم الرايس من فاس، والذي قدم شذرات من نوبة الحجاز الكبير ونوبة رصد الذيل. وقال أحمد كنون، رئيس جمعية نسائم الأندلس، إن هذه الدورة، وهي الأولى من العشرية الثانية لمؤسسة نسائم الأندلس، تكتسي طعما خاصا لكونها تشهد تكريم أحد أبناء طنجة البررة، ويتعلق الأمر بمحمد العربي السرغيني، إلى جانب مشاركة فريدة للمجموعة الكبرى للشمال التي تضم نخبة من الفنانين من عدة مدن بالجهة، بالإضافة إلى مشاركة فرقة "الضفتين" من المملكة الاسبانية. وتابع أن للدورة طعم خاص كذلك لأنها تأتي بعد كسب رهان افتتاح "دار الآلة" بطنجة، والتي ستكون منارة لكل الموسيقيين والمبدعين في هذا التراث الأصيل، كما ستعمل جاهدة على تنشئة البراعم وتعليمهم وتلقينهم هذا التراث الأصيل وحفظه وصونه وضمان انتقاله من جيل إلى جيل، معتبرا أن "طنجة تعيش عرسا أندلسيا يعيد الحضور إلى زمان الوصل بالأندلس". من جهته، اعتبر المدير الجهوي للثقافة بطنجة-تطوان-الحسيمة، كمال بن ليمون، أن تنظيم هذه الدورة من مهرجان "أندلسيات طنجة" يأتي في سياق الدينامية الثقافية التي تشهدها المدينة خاصة والجهة بصفة عامة، والتي تمخض عنها ميلاد مجموعة من المشاريع الثقافية الهامة، من بنيات تحتية ثقافية وأوراش ومشاريع التراث الثقافي. وتابع المسؤول بأن هذا الزخم الثقافي الهام تصادف مع العودة القوية والكثيفة للأنشطة الثقافية الكبرى بالجهة بعد زوال الجائحة، التي تسببت في وقف مجموعة من الأنشطة، مشيدا باستمرارية أنشطة مؤسسة نسائم الأندلس، خاصة مهرجان "أندلسيات طنجة"، والذي أصبح من التظاهرات القارة والكبرى المنظمة بالجهة بهدف إحياء التراث الثقافي الأندلسي وصونه وحمايته من الاندثار، وهي التظاهرات التي يحرص قطاع الثقافة على دعمها. واختتم المهرجان اليوم الاحد بحدائق قصر المؤسسات الإيطالية بإقامة "حفل النزاهة" أو الإصباح الاندلسي بنكهة الفن العيساوي بمشاركة الفرقة العيساوية السلاوية برئاسة الفنان المقدم ياسر الشرقي، في أنغام موسيقى الآلة.