فيما كانت أمطار الخير تروي أرض طنجة، مساء يوم الجمعة، كانت النسائم الأندلسية هي الأخرى، تعطر أجواء هذه المدينة، عبر إيقاعات الوصلات التي قدمتها فرقة "ليالي النغم" برئاسة الفنان عبد السلام الخلوفي ومشاركة الفنان سعيد الشرايبي، في الأمسية الطربية التي أثثت افتتاح الموسم الثقافي لجمعية "نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي" بطنجة. جمهور غفير تلقف عبير هذه النسائم الأندلسية، فحج بكثافة من داخل مدينة طنجة كما خارجها، بهدف الاستمتاع بأجواء هذا العرض البهيج، الذي أبدع في تقديمه نجوم هذه الفرقة الفنية الرائدة في مجال فن موسيقى الآلة، وذلك من خلال وصلات تفاعل معها الحاضرون بحرارة، من خلال التصفيقات وأيضا من خلال ترديد مختلف الوصلات التي أثثت الأمسية. فعلى مدى حصتين، تجاوب الجمهور الغفير مع جميع الوصلات التي أدتها فرقة "ليالي النغم"، على إيقاعات نوبة الماية ونوبة الحجاز الكبير، ونوبة الرصد، ونوبة الرصد، وإيقاعات أخرى لاءمت أجواء الحبور والنشاط التي طبعت هذه الأمسية الافتتاحية للموسم الثقافي الجديد، الذي تعتزم جمعية "نسائم الأندلس لهواة الطرب الأندلسي"، بصمه بمفاجآت عديدة، سيتم الإعلان عنها في حينها. وفي تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، اعتبر الفنان عبد السلام الخلوفي، أن مثل هذه اللقاءات الفنية، تجعل استمرارية هذا الفن الأصيل مضمونة، خاصة وأن صيحات فنية كثيرة تطارد الفنون الأصيلة بشكل عام. معربا عن اعتزازه بالتفاعل الكبير الذي أبداه جمهور هذه السهرة. ابتهاج الحفيظي، مسؤولة الإعلام والتواصل بجمعية "نسائم الأندلس"، اعتبرت في تصريح مماثل، أن ما يميز الجمعية، هو أنها اكتسبت ثقة كبيرة في أوساط جمهور الطرب الأصيل، بفضل استقطابها لفئات مختلفة، تجمع بين جيل الأبناء والآباء والأجداد. ومن جهته، أكد أحمد كنون رئيس الجمعية، على أن هذا الموسم الثقافي، الذي تم تدشينه بهذه السهرة الفنية، أصبح بمثابة النوستالجيا بالنسبة لساكنة مدينة طنجة، مضيفا أنه أصبح يكرس نفسه بشكل قوي ضمن الأجندة الثقافية والفنية لمدينة "البوغاز". ومن المقرر أن يشمل برنامج هذا الموسم، تنظيم الدورة السابعة لملتقى هواة الطرب الأندلسي، خلال شهر ماي المقبل، الذي يهدف إلى تثمين جهود مختلف عشاق الموسيقى الأندلسية من أجل الحفاظ على هذا التراث الفني٬ من خلال المساهمة في النهوض بهذه الموسيقى العريقة بين صفوف الشباب عزفا واستماعا وتكريم الأعلام الكبرى لهذا الفن فضلا عن المساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينة طنجة. وحملت الدورة السابقة لهذا الملتقى، التي تم تنظيمها تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، شعار "دورة الشباب" انسجاما مع مسعى جمعية "نسائم الأندلس" المنظمة للمهرجان، في المساهمة في تشجيع الشباب المتعاطي لفن الطرب الأندلسي، لما لهذه الفئة من دور في تنمية هذا الفن الأصيل والعمل على تطويره.