- متابعة (صور: زكرياء العشيري): بسهرة فنية حالمة، أحياها ثلة من الفنانين اللامعين في مجال فن طرب الآلة، أسدل ملتقى هواة الطرب الأندلسي، أمس السبت، الستار على برنامج أمسياته الموسيقية المدرجة ضمن فعاليات دورته السادسة، التي انطلقت بمدينة طنجة، منذ يوم الخميس الماضي، وتختتم اليوم الأحد بإحياء تقليد "النزاهة"، بين أحضان الطبيعة. فعلى إيقاعات ميزان قائم ونصف الاستهلال، حلق فنانو جوق شباب تطوان، تحت رئاسة الفنان فهد بنكيران، ومشاركة الفنان عبد الفتاح بنيس، بجمهور هذه السهرة الختامية في عوالم من الطرب الأصيل، في لحظات وصل مع زمن الأندلس. كما شنفت أيضا مجموعة كورال دار الآلة، القادمة من الدارالبيضاء، أسماع جمهور الأمسية بأنغام موزعة على نوبات هذا الإيقاع الذي كان في تمام الانسجام مع أجواء الحبور والنشاط الذي ميز السهرة. ولم تقل لحظات الأداء الفني لجوق مجموعة المرحوم البريهيبرئاسة الفنان أنس العطار ومشاركة الفنان نور الدين الطاهري، أقل حماس وحيوية، مما سبق، حيث تجاوب الجمهور بحرارة كبيرة مع باقة القصائد والأبيات التي أدتها المجموعة على إيقاع ميزان قدام أصبهان. وبهذه السهرة، أسدل الملتقى السادس لهواة الطرب الأندلسي، الستار على برمجية سهراته الخاصة، التي استنشق خلالها جمهور مدينة طنجة، عبق نسائم الأندلس، مثله مثل باقي العشاق الذي حجوا إلى مدينة البوغاز، من مختلف مناطق المغرب، بعدما تلقفوا أريج ونسائم هذا المهرجان، الذي أضفى على المدينة، أجواء اندلسية بامتياز، حسب تعبير مدير الدورة، أحمد كنون. وحملت هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية، شعار "دورة الشباب" إنسجاما مع مسعى جمعية "نسائم الأندلس" المنظمة للمهرجان، في المساهمة في تشجيع الشباب المتعاطي لفن الطرب الأندلسي، لما لهذه الفئة من دور في تنمية هذا الفن الأصيل والعمل على تطويره. كما يهدف الملتقى، المقرر تتويجه بتقليد "النزاهة" في منتجع غابة "الرميلات"، إلى تثمين جهود مختلف عشاق الموسيقى الأندلسية من أجل الحفاظ على هذا التراث الفني٬ من خلال المساهمة في النهوض بهذه الموسيقى العريقة بين صفوف الشباب عزفا واستماعا وتكريم الأعلام الكبرى لهذا الفن فضلا عن المساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينة طنجة.