إذا ذكرت الدعوة بمدينة تطوان فالشيخ العياشي أفيلال فارسها وقائدها، بل ما عرف عند الناس وما اشتهر إلا بدعوته وعبرته، فصار بذلك علما في المدينة إذا أطلق "سي العياشي" لا ينصرف إلا إليه، عرفه العامة والخاصة من الرجال والنساء والشيب والشباب، وقد حدثنا أنه ركب مرة مع سائق سيارة أجرة، وقال له أريد الذهاب إلى "مسجد عمر بن الخطاب" -ومسكن الشيخ إزاء المسجد- والمسجد معروف عند أهل تطوان ب "جامع سي العياشي" وذلك لما له من فضل التأسيس، فخاطبه سائق سيارة الأجرة لما وصلا إلى المكان قائلا: هلا أخبرتني أنك تريد الذاهب إلى "مسجد سي العياشي" فقال له الشيخ: وهل تعرف سي العياشي؟ فأجابه سائق سيارة الأجرة: لا، فقال له: أنا هو. والشاهد من إيراد القصة أن اسمه كان متداولا تتناقله الألسن، وخبره قد دخل بيوت تطوان كلها لما كان له من عظيم الأثر والنفع على الخلق بحكمته ودعوته، هدى الله به شيبا وشبابا، فكم تائب على يديه، وما زلت أتذكر في مطلع أيام دراستي سنة 1998م كيف كانت المكتبات وساحات المساجد تصدح بأشرطته التي كان الناس يتسابقون لشرائها ويحرصون على الإنصات لها. فكان له القدح المعلى في الدعوة إلى الله، ولم يقتصر على خطب الجمعة ودروس الوعظ بل كان داعيا إلى ربه مربيا في كل مجالسه، كلماته تذكير بالله ودعوة إليه، وأخلاقه ناطقة بذلك.
نقلا عن كتاب "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة