كتبنا لو على الشخير، زاد التصفير: كتبنا له على الشخير، فزاد التصفير. أي إن الشخص كان يشخر عندما ينام، فتضايقوا من شخيره، وكتبوا له حجابا لعله يشفى من داء الشخير، ولكنه بدلا من إقلاعه عنه، زاد عليه الصفير، أي صار يشخر ويصفر. يقال عندما تسوء الحالة ويقع السعي في تحسينها ودفع الضرر ، فتكون النتيجة جلب أضرار، وازدياد الحالة سوءا على سوء. والكتابة، المراد بها هنا كتابة بعض الحروز والحجابات التي يعلقها بعض الناس عليهم أو على أطفالهم إما للوقاية من العين، وإما للتبرك بها أو جلب نفع أو دفع ضر…، وهو ميدان فسيح إن كان فيه قليل من الأخيار الطيبين، فإن جل من يمرح فيه من الدجالين والمتلاعبين. كتتحنك بحال القطا د الزاويا: تتحنك مثل قطة الزاوية. توجد في بعض الزوايا، قطط أليفة يضرب المثل بوداعتها وعدم إذايتها لأحد. يقال في المرأة التي تتحنك بهذا وذاك بصفة يستثقلها الناس ويتضايقون منها. وهذا من أمثال النساء. كتحرث بيه كيف كتحب: تحرث به كما تريد. يكنى بذلك عن المرأة تسير الشخص كما تشاء وتهوى، وهو يطيعها كما يطيع الثور الأبكم من يحرث به الأرض. فكأنه إزاءها مسلوب الإرادة. ويقال أيضا فلان كيحرث بفلان كيف كيحب، أو فلان احرث بيه كيف ما حبيت، ويكنى بجميع ذلك عن أن الشخص لا يعصي لأحد أمرا. كتعجبو عينو: تعجبه عينه. يقال في الشخص الذي يبتهج بالنظر إلى الأشياء الجميلة، وربما قبل ذلك فيمن يعجبه النظر إلى الوجوه الحسان، ويحضر مجالس اللهو دون أن يشارك في الآثام. أما المنغمسون في اللذات، فإنهم لا يكتفون بالاستحسان والإعجاب، ولا يفكرون في الحساب والثواب والعقاب، وينسون أن لذة ساعة تفنى وتزول، ولا يبقى بعدها إلا الندم وتأنيب الضمير، وما أثقل ذلك التأنيب عند من له ضمير شريف. كتعجن بلا خميرا: تعجن بلا خميرة. يكنى بذلك عن أن المرأة تتأثر وتتسرع وتقوم بالأعمال قبل إبائها، للتنبيه على أنه ينبغي أن تعامل برفق وليونة، حتى لا يحصل ضرر أو اصطدام. الكثرا كتغلب الشجاعا: الكثرة تغلب الشجاعة، أي إن كثرة عدد الأشخاص ولو كانوا غير شجعان، تغلب البطل الشجاع إذا كان منفردا أو مع قليل من الناس. وقديما قيل: فضعيفان يغلبان قويا. هذا هو الغالب إذا كانت الكثرة متفاحشة، وإلا فإن الفئة القليلة قد تغلب الفئة الكثيرة، والمدار في ذلك على صدق العزيمة والصبر والثبات. وفي القرآن الكريم: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين»، وفيه أيضا: «إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين». يقال في الغالب، لتبرير ما قد يقع من التغلب على من عرف بالشجاعة والإقدام، عندما يمنى بالأسر والانهزام. كثرة البرد كتعلم السرقا د الفحم: شدة البرد تعلم سرقة الفحم. أي إن شدة البرد تدعو الناس للبحث عن الفحم أو الحطب أو نحو ذلك مما يشعل ويتدفأ بناره، ولو بطريق السرقة. ويكنى بذلك عن أن الضرورة تدفع بعض الناس لارتكاب المحظورات التي لولا الضرورة لما ارتكبوها. وقديما قيل: الضرورات تبيح المحظورات، ومن ذلك سرقة الفحم للاستدفاء، ولكن هل يأمن السارق من العقاب؟ كثرة الكلام وقلة الفايدا: يقال عندما تتعدد الآراء والأفكار، وتكثر الوعود والأقوال، وتقل الأعمال والأفعال. وما أكثر الذين تنطبق عليهم هذه الكلمة من الثرثارين الذين يقولون ولا يفعلون، ويعدون ولا يفون، مع أن الشأن في العاقل اللبيب أن يكون قليل الكلام، كثير الفائدة، وقديما قيل: إذا تم عقل المرء قل كلامه *** وأيقن بحمق المرء إن كان مكثرا كثرة السلام كتملس اليدين: كثرة السلام تملس اليدين. أي إن كثرة تسليم الشخص على الناس ومصافحته لهم، تصير كفه ملساء ناعمة أكثر من المعتاد. يقال للحض على الاحتفاظ بالكرامة، وعدم الإفراط في المجاملة لدرجة تنقص من هيبة الإنسان وتحط من مقامه. كثرة اليدين من سخط الوالدين: كثرة الأيدي من سخط الوالدين. يقال عندما تجتمع أيد كثيرة على العمل الواحد الذي تكفي للقيام به يد واحدة أو أيد قليلة، إذ تترتب على تلك الكثرة فوضى أو فساد. وفي هذا المعنى يوجد مثل آخر هو قولهم: يدي ويد القابلة يخرج الحرامي اعور فعلى ذلك تكون كثرة الأيدي ضارة مكروهة مثل سخط الوالدين. أما إذا كان العمل يقتضي التعاون عليه بكثرة الأيدي، فإن تلك الكثرة تكون جيدة ممدوحة. كثير الذنوب ما يحادي لجراف: أي إن من يكون كثير الذنوب والزلات والعدوان والخصومات مع الناس، لا ينبغي له أن يقترب من الأجراف، أي جوانب الأنهار الكبيرة والأماكن المرتفعة المشرفة على الهوات السحيقة، لأنه إن فعل ذلك، يكون عرضة لأن ينتقم منه أعداؤه ويرموا به في الغدران أو الهاويات المهلكة. يكنى بذلك عن أن الشخص الذي له سوابق ومواقف توجب مؤاخذته، يجب عليه أن يحتاط لنفسه، ويبتعد عن المواطن التي قد تؤدي به إلى العطب أو الهلاك. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...