أفرزت الإنتخابات الجهوية الإسبانية، التي جرت أطوارها بالجهة المستقلة بالأندلس يومه الأحد 2 دجنبر 2018 عن صعود غير متوقع لحزب "بوكس" اليميني المتطرف المناهض للأجانب وخصوصا المغاربة، في إحدى القلاع التاريخية للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وكانت العديد من التكهنات وتقارير استطلاع الرأي، تشير إلى أن حزب vox الحديث النشأة، لن يحصل على أية أصوات مهمة خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية تمكنه من الدخول إلى البرلمان الأندلسي، الكائن بالعاصمة اشبيلية، بل إن أكثر التحليلات المتفائلة، كانت تمنح هذا الحزب اليميني مقعدا واحدا كاقصى تقدير. لكن المفاجأة، حدثت حين تم الإعلان عن نتائج الانتخابات، بعدما حصد حزب بوكس 12 مقعدا فيما تراجعت مرشحة الحزب الاشتراكي العمالي بشكل كبير "سوزانا دياز"، الأمر الذي أفقد الحزب الأغلبية التي كان يتمتع بها منذ 4 عقود مما جعلها عاجزة عن تشكيل حكومة جهوية بمفردها. يُذكر أن دلالة فوز حزب بوكس اليميني المتطرف في إحدى معاقل الحزب الإشتراكي الإسباني، ستكون له تداعيات كبيرة على مجمل الخريطة السياسية الإسبانية، ومن المحتمل جدا أن يحصد مزيدا من المقاعد في جميع الجهات الإسبانية، بفضل خطابه القومي الصريح، المطالب بطرد جميع الأجانب الذين يصنعون الحدث السيء، ولا يريدون الإندماج الكامل والحقيقي داخل منظومة القيم الإسبانية.