"أنا اسكن بمدينة كاسطييخوس، حيث يقيم هناك والدي، ومنذ أكثر من سنتين، وأنا أزور مدينتي عبر ميناء طنجة المتوسط، رغم أن الفنيدق لا تبعد عن ديوانة باب سبتة، سوى بخمس دقائق، لكن الحقيقة أن عملية العبور قد تستغرق منك 5 ساعات أو عشرة أو نبيت الليل في طوابير الانتظار، وأكثر من ذلك أنه يتم أحيانا إغلاق المعبر في وجه الجميع سواء كانوا مهربين، أو حاملين تأشيرة شنغن، أو مقيمين بإسبانيا أو مواطنين أوروبيين، وهذا ما دفعني إلى عدم الرجوع إلى معبر باب سبتة إطلاقا." كان هذا تصريح أدلى به لجريدة" بريس تطوان" الإلكترونية، أحد أبناء مدينة الفنيدق، المقيم بمدينة "ويلبا "جنوب إسبانيا، وهو تصريح يعكس بدقة ،كيف نجحت الفوضى العارمة الضاربة أطنابها بهذا المعبر الحدودي، في جعل كل المسافرين العاديين باستثناء المهربين، ينفرون من المرور عبر معبر سبتة "المشؤوم". وفي ذات السياق، أفاد طبيب إسباني مقيم بسبتة لبريس تطوان، أنه يتوفر على منزل خاص به في المنتجع الصيفي الميناء، لكن منذ ثلاث سنوات لم يزر منزله، هروبا من مشاكل "الديوانة" وفوضى الاكتظاظ، وهجمات المهربين والنساء الحمالات، موردا أنه أصبح يفكر جديا في بيع منزله الصيفي بالمغرب، وشراء شقة في منطقة هادئة بمدينة "اسطيبونا" الواقعة بمنطقة "الكوسطا ديل صول".
يذكر أنه رغم العديد من الإجراءات على مدى السنوات الأخيرة، التي اتخذتها السلطات الإسبانية، ونظيرتها المغربية، إلا أن وضعية معبر طاراخال تزداد سوءا مع مرور الوقت، لأنه حسب وصف صحافية اسبانية، فإن"غول "طاراخال" كبر بشكل رهيب حتى أصبح من الصعب جدا على كل من إسبانيا والمغرب السيطرة عليه، في ظل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الراهنة.