أفادت مصادر من داخل مدينة سبتة السليبة لجريدة "بريس تطوان"، أن سيناريو الإغلاق الكامل للحدود البرية في وجه جميع العربات والأشخاص الذاهبين أو القادمين من المغرب، سواء كانو مواطنين اسبان أو مغاربة أو عديمي الجنسية، أصبح موضوعا مطروحا حاليا على طاولة نقاش المسؤليين ،باعتباره الخيار الأخير في حالة اذا ازدادت الأمور سوءا بمعبر "طاراخال " بعدما ارتفعت حصيلة قتلى الدهس إلى أرقام غير مقبولة؛ سياسيا وأخلاقيا وحقوقيا ،نتيجة التدافع الشديد بين جمهور المهربين والنساء الحمالات. وما يؤكد فرضية صحة هذه التسريبات، هو الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخرا رئيس الحكومة المستقلة لمدينة سبتة خوان بيباس "مرفوقا بمندوب الحكومة المركزية، إلى العاصمة الاسبانية مدريد، من أجل التباحث مع وزير الداخلية الاسباني "زوييدو" لإيجاد بعض الحلول لمشاكل معبر" طاراخال" المزمنة. وقد عزت ذات المصادر أن اتخاذ هذا القرار سيكون مؤلما لاقتصاد سبتة على المدى القصير والمتوسط، لكنه سيكون مريحا على المدى الاستراتيجي والبعيد وخصوصا من ناحية جاذبية المدينة كوجهة سياحية أوروبية تقع بالضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط .
واستنادا إلى إفادة وسائل الإعلام التي قامت بتغطية اللقاء الذي جمع "خوان بيباس" مع كل من وزير الداخلية والخارجية في حكومة مدريد، فإن رئيس حكومة سبتة، التمس من وزراء حكومة "ماريانو راخوي"، التدخل لدى السلطات المغربية بهدف اقناعها بتسيير رحلات بحرية انطلاقا من ميناء "مارينا سمير" الترفيهي نحو ميناء سبتة، وكذلك إطلاق برنامج لرحلات جوية منتظمة عبر طائرة "الهيليكوبتر" من مطار ابن بطوطة بطنجة نحو مدينة سبتة. وبناء عليه فان اللجوء إلى هذين الخيارين سيجعل الدخول الى سبتة مسموحا به فقط عبر الطريق البحرية للبحر المتوسط، والطريق الجوي انطلاقا من مطار طنجة، وذلك لأعطاء بعدا آخر لصورة المدينة ، هذا البعد يرتكز على سياحة رجال المال والأعمال ،وكذا السياحة الترفيهية والثقافية. يذكر أن ما يحدث حاليا بمعبر "طاراخال" من فوضى عارمة، وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ومناظر مقززة، الحاطة بالكرامة البشرية، يُدمر بشكل كبيير سمعة اسبانيا في المحافل الدولية، ويجعلها عرضة لانتقادات شديدة من طرف المنظمات الحقوقية، التي تعتبر أن معبر "طاراخال" هو أسوأ منطقة حدودية بالعالم الثالث.