صرخة أبناء الشمال...أنقذوا الكيك بوكسينغ من براثن الفساد. لم يكن اختيار هذا العنوان بغرض استمالة القارئ حتى يقرأ ما بعده، ولكن لتوجيه نداء مشحون بحرقة وغيرة لكل من في قلبه مثقال ذرة من المسؤولية على مدينة أصبح فيها العزيز ذليلا والذميم صالحا وعفيفا.
لعل ما يقع بمدينة تطوان خاصة والشمال عامة في قطاع رياضة الكيك بوكسينغ شبيه إلى حد كبير بما حدث لقبيلة ثمود عندما سلط الله على أهلها تسعة رهط، فنشروا فيها الفساد والظلم.
اليوم لا يختلف اثنان في أن واقع رياضة الكيك بوكسينغ بتطوان خاصة والشمال بصفة عامة تدحرج في منحدر سحيق لا قرار له، بعدما توالى تدبيرها زمرة من الانتهازيين لا يختلفون في شيء عن الأرهط التسعة الذين قتلوا ناقة النبي صالح عليه السلام، عندما لم يجدوا ماء يمزجون به خمرهم حيثُ كان ذلك اليوم يومَ شرب الناقة.
هكذا روت لنا القصة، وهكذا نرويها اليوم بنفس الوقائع مع تغيير فقط في الشخوص، فرهط شمال المغرب لا يعرفون أن الرياضة من القطاعات الإستراتيجية التي تكرس لقيم المواطنة والتربية، وفضاء لإنتاج الأبطال، لا مستنقعا عفنا لإنتاج المكائد، أو مرتعا نتنا للاسترزاق، وأن تدبير شؤونها مرهون بتوفير الموارد البشرية المختصة، والأطر الإدارية المتمرسة، والضمير المهني، وليس على وصوليين تعودوا الاسترزاق من جيوب الرياضيين المغلوب على أمرهم دون حسيب أو رقيب.
للأسى والأسف هكذا أصبح البيت الرياضي التطواني والشمالي بصفة عامة، أهون من بيت العنكبوت دون أن يحرك أي مسؤول "ساكنا" رغم بعض الخروقات والإختلالات الخطيرة التي من شأنها أن تعصف برياضة الكيك بوكسينغ، إذ يصعب التكهن بما يدور بدهاليز الجهات الوصية على هذه الرياضة من خروقات جسام.
وهنا لن نتكلم عن المسؤول الأول في تدهور رياضة الكيك بوكسينغ بالشمال أو بالأحرى انتكاستها، وهي الجامعة الملكية للكيك بوكسينغ وعصبة الشمال، وكيف عرفت فترة تدبير رئيس العصبة بالشمال تحطيم كل الأرقام القياسية في الفضائح المرتبطة بالقطاع، وعدم قدرته على تقديم برنامج إصلاحي وتقويمي، وفشله في تحديد الاختلالات التي أصابت مفاصل الكيك بوكسينغ بالشمال بالشلل وكبحت جماح كل المبادرات الخلاقة.
ففي عهده أصبح قطاع الرياضة مطية لتحقيق أهداف شخصية ضيقة، في عهد توليه تدبير منصب رئيس العصبة بالشمال اصطدم المتتبع للشأن الرياضي بهشاشة أسلوب التسيير، وغياب الحكامة، وعدم قيامه بالدور المنوط به، ناهيك عن تفشي الهواية، وغياب آليات المراقبة والمحاسبة والتداول على مناصب التسيير.
أين الجامعة الملكية المغربية من كل هذه الخروقات التي تطال رياضة الكيك بوكسينغ بالشمال ولعل آخر ما وقع بتطوان خير دليل على تواطؤ المسؤولين بالشمال على ذر الرماد في العيون وحجب الشمس بالغربال، من يقف وراء تثبيت رئيس عصبة الشمال بمنصب لم يضف من خلاله لقطاع الرياضة بالمدينة أي شيء يذكر ؟ هل إبقاء الجامعة على الغنام على رأس عصبة الشمال هو فقط لإرضاء خاطر الأخير، وتمكين تسهيل مهمته في تنزيل أجندته التي تحمل عنوان القضاء على ما تبقى من رياضة الكيك بوكسينغ بالشمال ؟ لا حديث اليوم بتطوان إلا عن خرق خطير ضرب رياضة الكيك بوكسينغ في العمق وأصبج حديث الشارع بالمدينة في ظل الصمت الرهيب الذي نهجته العصبة الوصية ومعها الجامعة الملكية المغربية لذات الرياضة، ما طرح أسئلة كثيرة عن الهدف من التستر على مثل هذه الخروقات التي كانت السبب الرئيس في انحدار اللعبة الشعبية بالمغرب نحو الحضيض وانسحاب كثيرين من ممارستها بسبب اقتحام اللوبي لكيانها وجعلها وجهة للربح والاسترزاق بعيدا عن أعين الوزارة التي لم تدر دفتها بعد في اتجاه هذه الرياضة.