خلّفت بطولة المغرب للمواي طاي التي أقيمت في الفترة الممتدة ما بين 2_3_4 مارس 2018م، بقاعة الساكنية بمدينة القنيطرة، علامات استفهام كثيرة بخصوص بعض الجوانب التنظيمية والتقنية، حيث تابع المهتمون بالشأن الرياضي وخصوصا رياضة المواي طاي غياب وانعدام حكام عصبة الشمال بشكل كلي خلال كل بطولة وطنية. بطولة المغرب الأخيرة والتي عرفت مشاركة أزيد من خمسين حكما من مختلف العصب المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لرياضة الكيك والطاي بوكسينغ، غابت عنها عصبة الشمال التي يرأسها مصطفى الغنام والذي ما فتئ ينظم دورات تكوينية خاصة بالحكام بشكل مكثف، لكن يبقى السؤال المطروح أين تذهب أموال تلك التكوينات وما الهدف منها ؟ وما هو موقف الجامعة الوصية من هذا الخلل ؟ وهل هي على اطلاع بما يصول ويجول داخل دهاليز العصبة أم أنها في خبر كان ؟ في ظل غياب حكام من عصبة الشمال العصبة النشيطة من حيث الدورات التدريبية في التحكيم.
هذا السؤال كان لزاما علينا من خلاله طرق باب الجامعة الملكية المغربية لرياضة الكيك بوكسينغ في شخصها رئيس لجنة التحكيم المخضرم عبد اللطيف بوهلال، الذي تحدث خلال أطوار البطولة الوطنية للطاي بوكسينغ على أن غياب حكام عصبة الشمال مرده لرئيس عصبة الشمال الذي لا يقدم أية أسماء قصد إدراجها في لائحة الحكام الوطنين، مشيرا إلى أن الجامعة الملكية المغربية تحت رئاسة عبد الكريم الهلالي تفتح أبوابها على مصراعين لاحتضان الرياضيين والحكام من مختلف العصب المغربية.
وبخصوص سؤال حول إقصاء محمد الموساوي الحكم الذي يشهد له أطر الجامعة الملكية بالكفاءة، أكد بوهلال أن موساوي فعلا حكم يليق ببطولة المغرب ومن شانه تقديم الإضافة، لكن المسؤولية تقع على عاتق الغنام الذي لا يدرج أسماء حكام العصبة ضمن برنامج الجامعة، وأضاف بوهلال أن الموساوي حكم متميز واكب مختلف الدورات التكوينية التي سهر عليها الغنام منذ توليه منصب رئيس العصبة، لكن ظل اسم الموساوي مجرد مشارك في التدريبات لا غير.
إقصاء حكام عصبة الشمال من شأنه القضاء على سمعة رياضة الكيك بوكينغ بالشمال، من خلال إسناد بعض المهام داخل العصبة لأشخاص لهم دراية محتشمة برياضة الكيك بوكسينغ فقط من اجل تصفية مصالح شخصية، وتبقى عصبة الشمال وصمة عار على جبين مسؤوليها من خلال إقصاء وتهميش الطاقات التي من شأنها رفع راية العصبة عاليا، حيث أبانت الأندية المنضوية تحت لوائها عن علو كعبها خلال جل البطولات ولعل آخرها بطولة الواي طاي التي عرفت تقديم مستوى رائع لممثلي العصبة، في حين يعمد رئيسها الغنام لتنظيم دورات وتدريبات مكثفة تذهب مداخيلها لوجهة لا يعلمها إلا الله.
ويتساءل عدد من المدربين بعصبة الشمال عن مصير حكام العصبة الذين يسمع صداهم فقط على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، من خلال نشر صور التكوينات التي يكون ثمنها في الغالب يفوق أثمنة الجامعة، في حين يغيب هؤلاء الحكام عن البطولات الوطنية، حيث صرّح رئيس جمعية من تطوان أن الغنام يعمد إلى تهميش الحكام من خلال تقديم وعود لهم بدفعهم لممارسة التحكيم دوليا في حين لا يدرج أسمائهم حتى في البطولات الوطنية.
يذكر أن الغنام أصبح حديث العام والخاص نظرا للاختلالات التي يتخبط فيها داخل العصبة، فضلا عن افتقاده لكثير من الديبولماسية الرياضية، التي يتوجب عليه الإلمام بها، لتقديم صورة حسنة عن الرياضة بالشمال، ناهيك عن إقصاءه الممنهج لأحد الصحفيين الذي يشتغل بعدد من الجرائد الورقية والإلكترونية بالجهة، حاجة في نفس يعقوب.