وأسرته الصغيرة يعد كوكب المشتري من أكبر كواكب المجموعة الشمسية وأضخمها على الإطلاق إذ تعادل كتلته 318 مرة كتلة الأرض، وتفوق كتل الكواكب الثمانية الأخرى مجتمعة مرتين ونصف، ويعد من أسرع الكواكب دورانا حول محوره، وله أقوى حقل مغناطيسي في النظام الشمسي يتعدى حقل كوكبنا الأزرق أربعة عشر مرة ليحل كوكب الأرض في الرتبة الثانية من حيث قوة الحقل المغناطيسي في المجموعة الشمسية، ويتميز كوكب المشتري بوجود أحزمة من حوله وببقعة حمراء وضخمة فوق سطحه رصدها العلماء وتابعوا حركاتها على مدى ثلاث قرون ونصف، وهي عبارة عن إعصار قوي ومستمر يقع على 22 درجة جنوب خط الاستواء، ويعتقد العلماء أن هذه الأعاصير مستمرة وهي سمة دائمة وملازمة لهذا الكوكب يتكون هذا العملاق الغازي، والجرم الثالث تألقا في سماء الليل بعد القمر والزهرة والخامس بعدا عن الشمس، من الهيدروجين بشكل رئيسي ويشكل الهيليوم أقل بقليل من ربع كتلته إذ يرى العلماء أن قميصه الجوي يشكل 92 في المائة من الهيدروجين و 8 في المائة من الهيليوم، وبما أن كتلة ذرة الهيليوم حوالي 3 أضعاف كتلة ذرة الهيدروجين فالنسبة تتغير عند التعبير عنها كنسبة مئوية كتلية، فيصبح تركيب المشتري حوالي 75 في المائة هيدروجين و 24 في المائة هيليوم والباقي عبارة عن مواد مختلفة تحيط بكوكب المشتري غيوم داكنة مركبة من بلورات الأمونيا قد يبلغ سمْكها الى 50 كلمترا وتحتوي هذه الغيوم على طبقة سفلى سميكة وطبقة علوية شفافة، ويوجد تحت هذه الغيوم طبقة من الهيدروجين والهيليوم يقدر سمكها 21 الف كلم تتغير حالتها من غاز الى سائل كلما زاد العمق والضغط، وتحت هذه الطبقة توجد طبقة أخرى من الهيدروجين الفلزي السائل يقدر عمقه 40 الف كلم، وقد تبلغ درجة الحرارة هناك الى 30 الف درجة سيلسيوس، ونحن لا نعرف على وجه الدقة عما اذا كان المشتري يحتوي على مواد ثابتة وصلبة، لذلك لا يستطيع الانسان أن يحط فوق سطح كوكب المشتري أسرة المشتري تتكون أسرة المشتري من 63 قمرا، معظمها كويكبات أسيرة في مملكة المشتري بحكم قوة جاذبيته، إلا أن الأقمار الأربع الكبرى للمشتري تعد من أكبر أقمار المجموعة الشمسية وهي : أيْ أو، يوروبا، غانيميدس، وكاليستو، وتسمى الأقمار الغاليلية نسبة للفلكي الفيزيائي غاليلي غاليليو الذي رصدها سنة 1610 بمجهره أول مرة قمر غانيميدس غانيميدس من أقمار المشتري الكبرى، وهو أكبر قمر في النظام الشمسي، أكبر من كوكبي عطارد وبلوتو، يبلغ قطره 5268 كلم، له لب صخري وستار من الماء والجليد وقشرة من الصخور وعلى سطحه جبال وأودية وحفر وبراكين خامدة مما يدل عاى أن هذه الملامح ضاربة في القدم، ويعتقد العلماء أنه يوجد بحر تحت سطحه المتجمد، وأنه هناك ما يكفي من المواد المشعة داخل القمر للحفاظ على المياه السائلة تحت جليد سطحه قمر كاليستو وهو ثاني أكبر أقمار المشتري، يعادل حجمه حجم كوكب عطارد، معتم اللون ومليء بالحفر وقد يحوي بحر من المياه في جوف حفره العميقة، له سطح متجمد وصخري، كاليستو في معظمه مزيج من الجليد والصخور، ويعتقد العلماء أن قمر كاليستو لم يتغير وما زال كما هو منذ نشأته لأزيد من أربع مليار سنة قمر أيْ أُو هو ثالث أكبر أقمار المشتري حجما، وأقربه إليه، يعادل حجمه تقريبا حجم قمر الأرض تنشط فيه البراكين بطريقة مذهلة، سماه العلماء موطن أو مصنع البراكين، الجرم الأكثر نشاطا في الانفجارات البركانية اليومية في النظام الشمسي حيث يصل رمي الحمم في الفضاء الى مدى 300 كلم، ومن المعتقد أن يُغطى سطح القمر بالحمم في غضون العشرة الف سنة القادمة، ويعود سبب هذا النشاط البركاني الى سخونته التي يكتسبها من قوة الدفع والجذب بين المشتري وأقماره الثلاثة الأخرى قمر يوروبا هو رابع أكبر أقمار المشتري، أصغر بقليل من قمر كوكبنا الأزرق، سطحه أملس وصخري وثلجي، ويتوقع العلماء أن في هذا القمر حياة نظرا لوجود محيطات المياه المالحة تحت جليده لذلك فإن احتمال وجود الحياة حيث توجد المياه السائلة شيء محتمل، من المتوقع أن سمك الجليد فوق سطح يوروبا يبلغ عشرون كلمترا أعلى تقدير وأنه هناك ينابيع دافئة في عمق البحر مما يدل على وجود كائنات حية عن معهد الفضاء http://rummet.dk/ ترجمة : حميد الأشقر