تجاوز المهاجرين غير النظاميين للسياجات يخنق الاقتصاد في ثغر سبتة
أسهمَ تدفّق المهاجرين إلى مدينة سبتةالمحتلة في تأزيم الوضع الاقتصادي داخل الثغر، فقد حذَّر تجار إسبان من مغبَّة استمرار تسلّل المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، حيثُ كان له تأّثير سلبي على توافد السياح الأجانب، إذ لاحظوا "تراجعاً كبيرا للنشاط السياحي ما أثَّر على مردودهم الاقتصادي". ووصف خوان توريس، رئيس مراكز التسوق المفتوح، الطريقة التي تعاملت بها السلطات الاسبانية مع تدفق المهاجرين الأفارقة الذين يتحينون الفرصة للعبور إلى سبتة عبر السياج الحدودي ب"غير المنتظمة والمرتبكة"، مورداً أنه في بعض الأيام عملت فيها الحدود بشكل جيد للغاية، بينما تم حظرُ أيام أخرى، مما أثَّر سلبًا على توافد السياح الأجانب خاصة القادمين من المغرب". وأوضح المسؤول الإسباني أن "أزمة الهجرة التي تعرفها السواحل الإسبانية أضرَّت كثيراً بالنشاط الاقتصادي والسياحي لسبتة؛ وهو ما دفع عددا من المهنين إلى الاقتراض والبحث عن عمل بديل يضمن دخلاً قاراً"، مضيفاً: "لقد كان هذا الموسم استثنائياً وكارثيا على مستوى تدفق عدد السياح القادمين من المغرب"، بتعبيره. ويلجأ المهاجرون غير النظاميين القادمون من دول جنوب الصحراء إلى المناطق المحيطة بسبتة ومليلية المحتلتين، ويختبئون في الغالب داخل الغابات المجاورة للثغرين، ويتحينون الفرصة لتجاوز السياجات؛ لكن السلطات الإسبانية أرجعت نسبة كبيرة منهم في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، سجّل المتحدث ذاته أنَّ "سبتة أصبحت، خلال صيف السنة الجارية، نقطة رئيسية للمهاجرين واللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط نحو أوروبا؛ وهو ما جعل من حركة تدفق السياح تعرف نوعاً من التباطؤ الذي أثر بشكل كبير على النشاط الاقتصادي المحلي". وكانت السلطات المغربية قضت بالحبس والغرامة في حق 18 مهاجرًا إفريقيا، اقتحموا السياج الحدودي في غشت الماضي. وأدانت المحكمة المهاجرين بتهمة "استعمال العنف ورشق القوات العمومية واستعمال السلاح الأبيض"، على خلفية عملية اقتحام 120 مهاجرًا إفريقيا للسياج الحدودي مع سبتة، يوم 22 غشت الماضي. وأصبحت قضية المهاجرين أولوية سياسية في إسبانيا بعد تولى بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الاشتراكي، السلطة، والذي وافق بعد ذلك بقليل على استقبال أكثر من 600 مهاجر كانوا على متن سفينة تابعة لمنظمة خيرية رفضت إيطاليا ومالطا استقبالهم. ويتزايد معدل الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا منذ أكثر من عام، وزادت أعداد الوافدين عبر البحر بشكل حاد في الأسابيع الماضية مع تحسن الطقس؛ وهو ما وضع ضغوطا على الخدمات في بلدات في جنوب إسبانيا.