للفنان في نظر سعد بن سفاج مسؤوليات، عليه أن يتحملها، ومن واجبه تأديتها. فمسار الفنان يجب أن يشمل تكوين المواطن وإعانته على الفهم والتفهم والمساءلة. محمد الجرودي (ناقد تشكيلي). * حين يذكر إسم سعد بن سفاج، تذكر معه تجربة تشكيلية عميقة ومغايرة. شكلت وتشكل قيمة مضافة للفنون الجميلة المعاصرة في المغرب والعالم العربي، وعلى الصعيد الدولي أيضا. * ازداد يوم 16 يناير سنة 1939. التحق بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان الجميلة "سانتا إيسابيل دي هنغريا" بإشبيلية، فحصل على شهادة الأهلية منها سنة 1962، ليرحل في السنة نفسها إلى مدرسة اللوفر بباريس، ويستكمل دراسة الفن وتاريخه. * عاد إلى تطوان سنة 1965، وعين أستاذا للفن وتاريخه بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان (المعهد الوطني للفنون الجميلة حاليا)، وظل يشغل منصبه هذا إلى غاية سنة 1999. تخرج على يده طلبه، أصبحوا الآن من نجوم الفن التشكيلي في المغرب. * عمل صحبة زملائه الفنانين أساتذة المعهد: السرغيني، الفخار، مغارة… على تطوير المعهد عبر تجديد مناهجه الدراسية، وإدخال مواد دراسية جديدة، فضلا عن إضفاء الروح الوطنية على العمل، وإذكاء حماس الطلبة فناني المستقبل. * شارك في العديد من التظاهرات الثقافية والملتقيات الفنية الوطنية والدولية. منها: أسبوع المغرب في تونس (1968)، المؤتمر الثاني للفنانين العرب في دمشق (1975). ثم معرض مؤسسة خوان ميرو في برشلونة (1980)، وكذا لقاء المهندسين المعماريين والفنانين التشكيليين في الرباط (1998)، ومعرض الأسوار الملكية في سبتة (2007). * سعد بن سفاج عضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين في المغرب، وصاحب الدور الفعال في إنشاء متحف تطوان للفن الحديث بمقر محطة القطار القديمة. كما أنه لعب أدوارا طلائعية في تجديد الفن التشكيلي المغربي، وضخ دماء جديدة في شرايينه في وقت كان فيه هذا الفن الجميل تحت هيمنة واحتكار الأجانب. * نظم الكثير من المعارض الفردية والجماعية داخل المغرب وفي عدد من دول العالم. وشهدت أعماله التشكيلية المتفوقة انتشارا مهما في عواصم الدنيا ومتاحفها الكبرى. أما أبحاثه الصباغية المتعددة، فقد أضحت مرجعا أسايا للحركة التشكيلية في المغرب. * في سنة 2007، عين رفقة زملائه: مغارة، العمراني، الوزاني، أعضاء دائمين بأكاديمية قاديس للفنون الجميلة بمبادرة من ديرها خافيير دي بلاسيو. هذه العضوية الشرفية، تعكس أهمية هؤلاء الفنانين وقيمتهم الإبداعية، التي تجاوزت المحلية لتعانق العالمية. * سعد بن سفاج رجل بشوش. حين يلقاك يبادرك بالتحية. لا يتحدث عن نفسه أو عن منجزاته إلا لماما. وتلك سمة الفنانين الكبار. يحترم الصحافة والصحافيين. ويعتبر دورهم أساسيا في النهوض بالحركة الفكرية والفنية في أي بلد من خلال دعمهم للإبداع والمبدعين. * في إطار الدورة الثالثة ل "مهرجان تطوان: الأبواب السبعة"، الذي تنظمه سنويا جمعية تطاون أسمير، أقيم معرض تشكيلي لسعد بن سفاج وزميله الراحل المكي امغارة في قاعة بيرتوتشي، شارك فيه 10 فنانين متميزين من مدرسة تطوان العتيدة. * يقول في حوار أجرته مع أسبوعية "الشمال" بتاريخ يونيو 2007: أحتج وأشجب بشدة كل ما يتعرض له متحف بغداد من سطو ونهب وتدمير.. أنا جد حزين لذلك. هذا الشعور بالحزن زالإحباط، يقاسمني إياه جميع فناني العالم الأحرار. لقد عبرت عن أحاسيسي هذه في لوحة رسمتها وأطلقت عليها إسم "صرخة". * يعيش سعد بن سفاج، البالغ من العمر 72 عاما حاليا في بيته الجميل المؤثث بنماذج رفيعة من تحف الثقافة البصرية، بشارع الجيش الملكي بتطوان/ حيث يوجد مرسمه، وهو دائما محاط بزوجته وأحبائه. نقلا عن كتاب رجال من تطوان للمؤلفان: محمد البشير المسري -حسن بيريش منشورات جمعية تطاون أسمير (بريس تطوان) يتبع...