السقي العشوائي للكيف يهدد ساكنة بوادي شفشاون بالعطش خبر لا يصدق لكنه حقيقي، لأنه لا يعقل أن يخيم شبح العطش على منطقة تعتبر مواردها المائية الخزان الطبيعي الأول للعديد من السدود والأنهار الكبرى بشمال المملكة، وهي المنطقة التي تعرف كذلك تساقطات مطرية يجعلها تحتل المرتبة الاولى على الصعيد الوطني. لكن الواقع على الأرض غير ذلك تماما، فحسب ما عاينته الجريدة الالكترونية "الشاون بريس" فإن شبح العطش أصبح هاجسا يقض مضجع العديد من ساكنة قرى وبوادي الاقليم، بسبب الاستعمال المفرط لمياه الشرفة الباطنية، من أجل سقي حقول الكيف من طرف بعض النافذين في المنطقة في غياب أية مراقبة من طرف السلطات العمومية.
وفي هذا الصدد استقت "الشاون بريس" أراء بعض ساكنة قرى اقليمشفشاون الذين أكدوا أن سقي الكيف من طرف كبار المزارعين الذين يستعملون مضخات قوية جعل آبارهم وعيونهم تنضب مما يضطرهم إلى البحث عن الماء في أماكن بعيدة عن أنابيب المضخات العملاقة.
من جهة ثانية أوضح أحد ساكنة المنطقة أن الأمر لا يتعلق فقط بسرقة المياه الجوفية بدون وجه حق بل يقوم هؤلاء النافذون بسرقة خطوط كهرباء التيار العالي لتشغيل مضخاتهم، الأمر الذي يؤدي أحيانا الى انقطاع الكهرباء بدوره بسبب الضغط الكثيف على شبكة التوزيع.
"عندما ينقطع التيار الكهربائي عن قريتنا لمدة ثلاثة أيام تعود العيون للجريان مرة أخرى وتتدفق مياه الآبار ويرتفع منسوبها، لكن بمجرد عودة الكهرباء وسماع ضجيج محركات المضخات التي تشفط المياه بقوة خارقة فتعود أبارنا وعيوننا للنضوب مرة أخرى، حتى صرنا نتمنى أن تستمر فترة انقطاع الكهراباء مدة طويلة " يقول محمد أحد ساكنة بادية مركز باب برد.
يذكر أن بعض النافذين بهذه المنطقة لم يعودوا يكتفون بسرقة المياه الجوفية فقط بل أصبحوا يشيدون سدودا عشوائية ليقوموا بتخزين المياه بها، الأمر الذي خلق منافسة محمومة بينهم لسرقة المياه وحرمان الآخرين منها، على حساب الفُرْشة المائية التي أصبحت فعلا مهددة بالنضوب.