توجد بربائد المكتبة العامة والمحفوظات بمدينة تطوان، وثيقة عبارة عن رسالة صادرة عن محافظ خزانة الكونغرس الأمريكي، موجهة إلى صاحبة مكتبة الأعمدة بطنجة، يلتمس فيها تزويده ببعض أعداد الجريدة الرسمية للمنطقة الخليفية والصحراء. وخلال هذه الرسالة أوضح المحافظ المذكور، أن خزانته كانت تتوصل باستمرار بأعداد الجريدة الرسمية، لكنه لم يتوصل ببعض الأعداد، الصادرة عن مطابع المنطقة الخليفية، لذا فهو مصر على التوصل بها. واستنادا إلى أحد قدماء أبناء تطوان فقد كشف لبريس تطوان أن الجريدة الرسمية للمنطقة الخليفية، كانت تشحن في سيارة، تنطلق من مدينة تطوان، حيث تدخل الى المنطقة السلطانية عبر ديوانة عرباوة بالقصر الكبير، لتقطع آلاف الكيلوميترات، حتى تصل إلى"سيدي افني" والصحراء ويتم توزيعها هناك.
مناسبة هذا الكلام، هو أن لا أحد يتكلم عن هذه الجزئيات، التي تجعل من بعض مناطق المغرب مثل تطوان المنسية وأبنائها جزء من الحل لهذا المشكل العويص، والقطع مع مقاربة موظفي الرباط، والمصالح المركزية، الذين كانوا ولا زالوا يفتقدون إلى حس المبادرة، وقوة الإقناع للوصول إلى حل مقنع للجميع.
وبناء عليه نرى -في تقديرنا المتواضع- أن الحل ربما يأتي من تطوان خاصة إذا تم تكليف الدبلوماسي اللامع جمال بن عمر بهذا الملف المعقد، نظرا لما يتمتع به الرجل، من "كاريزما" وحظور دولي بارز، وتقدير واحترام في مختلف المحافل. إن تكليف جمال بن عمر الخبير بحقوق الإنسان وطرق فض المنازعات الدولية، وصاحب شبكة من العلاقات الانسانية الحقيقية، وليست المبنية على "الشاي المنعنع وحلوة كعب غزال"، ربما سيكون بمثابة الإضافة النوعية والشجاعة، التي سيقدم عليها المغرب قبل الدخول في مفاوضات عسيرة شهر أكتوبر المقبل.