سألني البارحة سائل: "أستاذنا الفاضل عند تدبر كلام الله تعالى نجد أن الله تارةً يحذر المؤمنين من الشيطان وتارة من النفس وتارة من الهوى فما الترابط والسر في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا. فأجبته : الحمد لله إن الشيطان والنفس والهوى في هذا السياق، ثلاثة أوجه أو أسماء لمسمى واحد وهو النفس الأمارة بالسوء.
ذلك أن هذه النفس عندما تميل إلى الشهوات وتركن إلى عنصرها الطيني الصلصالي الحمئي المسنون بكامل وعيها وإرادتها، يستغرقها الشيطان فيحل محلها، أي تحل إرادته في إرادتها.
أو إن شئت قلت: تنسخ إرادته إرادتها، فيمسي الشيطان المريد، والنفس الأمارة بالسوء المراد، أو بتعبير نحوي يصبح الشيطان بدلا لها أو عنها بدل اشتمال.
وما ينطبق على النفس في هذا السياق، من قبل الشيطان، ينطبق عليها أيضا من قبل الهوى.
فالنفس الأمارة بالسوء عندما انحرفت وضلت واستلذت الغي والغواية، سلمت بإرادتها زمام أمرها للشيطان الذي أمسى معبودها، أو قل إن شئت: سلمته للهوى معبودها أيضا.
قال تعالى في سورة الملك: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. وقال سبحانه في سورة الجاثية: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ.
والله أعلم.
د. عبد الله الشارف بريس تطوان (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});