ساكنة المدن الكبرى الرباط وكازا ومراكش وأكادير وغيرها صامتة اليوم كونها تضمن "طرف ديال الخبز" من القطاع الخاص ولو أن كل فئات القطاع الخاص من عاملات نظافة وعمال حراسة إلى أكبر المهندسين يشتكون الاستغلال وتواطؤ الحكومة مع الباترونا.... ورغم ذلك يبقى أن السميڭ يضمن الخبز، والكريدي يضمن السيارة والكل عايش! أما حين نتحدث عن ساكنة المغرب المنسي فإننا نتحدث عن العدم واللاشيء،ساكنة استفاقت، بعد 60 عاما من وعود التنمية واستغلال مروع لثروات تلك الجهات الطبيعية، على تهميش فظيع... فلا الدولة تركت الموارد الطبيعية مؤممة تدخل أرباحها للخزينة تنمي بها البلد والقطاعات الحيوية للمواطنين، ولا هي خوصصتها بشكل عادل وشددت على دفع الشركات المستفيدة منها للضرائب تضمن بها فرص عمل للمواطنين.
الدولة خوصصت الموارد الطبيعية بمعنى باعت استغلالها بطلبات عروض مخدومة لتكسبها شركات الألِبة، وتتستر الحكومة على عدم دفعهم للضرائب، فأصبحت ثرواتنا في حسابات أجنبية ولا قرش منها ولا ضرائبها يدخل الخزينة. خزينة الدولة التي بقي فيها فتات الكريديات الخليجية والمساعدات الأمريكية يوزعونها ميزانيات على صناديق مؤسساتهم السيادية الأمنية لتؤمن جو الاستقرار لاستثماراتهم، ويدفعونها رواتب لخدام الدولة ليؤمنوا لهم قوانين مرور تلك الصفقات.. بل وسنستفيق يوما ما على خوصصة المكتب الشريف للفوسفاط أسهما في البورصة يشتروها هم بأنفسهم كما نشرت مجلة بلومبرگ الأمريكية عام 2015 وهسبريس ولن يتركوا للمغاربة غير الطاقة الريحية.. وطز فالشعب أو على رأي واحد الصحراوي حين كتبت أنني قادمة للعيون علق لي: فظمة فيك.
لم نعد اليوم نعيش نظاما سياسيا بالمفهوم التقليدي، مثل نظام الحسن الثاني الشمولي الله يرحمه، لنحتاج معه مناضلين ورموزا بأحزاب ذات أيديولوجيات إسلامية أو يسارية أو ليبرالية أو شيوعية، كل ذلك انتهى... أصبحنا اليوم نعيش نظاما رأسماليا أمنيا، بمعنى لوبيات تستغل الثروات وأمن يحميها ويوفر لها جو الاستقرار لتستثري فخاطر خاطرها.. وفظمة فالشعب المهمش... وبالتالي ولكي نكون واقعيين، إعادة الانتخابات في هذه المرحلة وتغيير الپيجيدي بالأحرار أو الپام بالاستقلال مثل تغيير طلاء سيارة مهترئة.. لن يغير من سياسة التهميش والتفقير التي أيقظت ساكنة المغرب المنسي، وإن أردتم إنهاء تلك الاحتجاجات فأعيدوا النظر في أموال التنمية أين ذهبت... وسؤال أين الثروة.. راه المجلس الاقتصادي والاجتماعي هادي 5 سنين وهو تيقلب عليها!