لم تكن مجرد غلطة، بل حماقة صدّقتها فأصابت مُخَّها بجلطة، تباهت قبل وقوعها محطة بعد مَحطَّة، ولم تستيقظ إلا وكيانها مهدَّد بين اللحظة واللَّحظة، وغطرستها قصة استبداد من أصبح مصدرها في أسوا ورطة، يستنجد أوربا الوقوف لحماية من كانت قبل أيام فقط لبؤة فأصبحت مجرَّد قطّة، وهيهات الثقة في أمسٍ تفرعنت فيه مَن اتخذت الدنيا ملاذ بَطَّة، لا تدري أنَّ السابحة فيه تحتها يابسة لها مالكها متى ثار لها الْتَقَطَ، ليُعيدَ المشبَّهة به موزَّعة بالحق والقانون بين سالف مراحل التّيه المُستحق بعدما غضب عليها النبي موسى بالمُدوَّن على جبين الزمان إلى يومٍ ستار الفناء على الوجود هَبَطَ . الأقصى مبارك من العلي القدير، قرّة عين المسلمين مهما طلعت على مقامهم الشمس عبر أمصار العالم، مكان عبادة لطاعة الحي القيوم ذي الجلال والإكرام، مَن أَلْحَقَ الأذى برواده لن ينجى من العقاب في الدنيا قبل الآخرة، مسجد في قدس عاصمة فلسطين أحبّ من أحبّ وكره مَن كره، بكل أحيائها، والدليل ما أصاب اسرائيل المحتلّة من مشاكل ستمتدّ هذه المرة، لقطع استفزازاتها وعدوانها على الأمة الفلسطينية الشريفة، وما الصواريخ المسافرة من غزة إلى أقصى الجنوب في تلك الأرض بعد تجاوزها "تل أبيب" سوى بداية لما سيأتي بعدها (وقريبا) من جنوبلبنان، وبعدها من ايران، وبعدها من دول آسيا المسلمة، وآخرها دولا عربية طالما تمنَّت مثل الساعة لتري اسرائيل، أن الاسلام فوق الظلم والقهر وقتل النفوس البريئة بغير حق، دين التسامح والسلام وليس العدوان والقسوة والاستيلاء على حقوق الضعفاء بقوة الغدر والنار، الاسلام الذي صبر على الإسرائيليين بما يكفي، ليفهموا أن فلسطين على حق والواجب يقضي الوقوف معها وهكذا سيكون، ولتؤجل طمع التَّطبيع، فلن تجد من المطبِّعة معها إلا ما يوقفها عند حدها ، ما دام التَّطبيع لا يصل بها حدّ رؤية ذبح اسرائيل أطفال ونساء الفلسطينيين وتضع ضمائرها في ثلاجة. … عبَّاس تَوَارَى عن الأنظار، يقيناً عرف قدره وجلسَ حيث قرَّر مَن يتحكَّم في خطواته مَن قرَّر، ممَّن لم يجد عن طاعته أي مفرّ، لكن مقاومة غزَّة العِزة لن تهتمّ، تاركة التاريخ ليتحدَّث عنها مادام سكان الضفة خرجوا في مظاهرات، لها أكثر من معنى، واحدة منها أرغمت "نتنياهوا" أن يولول بحدوث حرب داخلية تضاف لما تقوم به غزة بكل فصائلها المقاوِمة من تضحيات تقودها هذه المرة للنصر المبين، ما دامت حاملة شعار سيف القدس المسلول، لمواجهة عربدة صهاينة ظنوا أنهم ملكوا الدنيا بمجلس أمن هيأة أممها المتحدة، والقيادة الأمريكية ومعظم دول جناحها الغربي، عِلماً أنهم إلى هزيمة مؤكدة سائرون، إذ مع الأقصى الأمر مختلف، مَن انحاز لنصرته نصره الله.