بعيون حبلى بالدموع وبقلوب متألمة ترحم الفيدراليون على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني الذين راحوا من جديد ضحية عدوان بربري غاشم استهدف خلاله جيش الاحتلال الاسرائيلي منازل وأرواح المواطنين المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، عملية إبادة وحشية تحت أنظار الأممالمتحدة ومجلس الأمن والأنظمة العربية، خلال التجمع الخطابي الذي نظمه الاتحاد المحلي للفدرالية الديمقراطية للشغل بمركب الحرية بفاس يوم الجمعة 25 يوليوز 2014، وهم يحيون يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الأخير من شهر رمضان، حيث ندد الأخ عبد الرحيم الرماح، الكاتب الجهوي للاتحاد المحلي بالقصف والمجازر الرهيبة التي نجح الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين في ارتكابها في حق الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء باستعماله الطائرات الحربية والدبابات الإسرائيلية وأنواع الأسلحة المحرمة دوليا، التي حاولت تعميق عزلة القدس من خلال تدمير البيوت والمنازل في انتهاك فاضح لكل المواثيق والأعراف وقواعد القانون الدولي.. أمام صمت دولي جبان وعجز عربي عن مواجهة هذا العدوان المتكرر على الشعب الفلسطيني، والتي ما كان لها أن تكون لولا الدعم الأمريكي الغربي المفضوح للكيان الإرهابي الصهيوني المغتصب للحق الفلسطيني والمنتهك لسيادته وأمنه وسلامته، من خلال فرض فرض شروط مسبقة وإتباع سياسة الابتزاز تجاه الفلسطينيين بهدف تقديم تنازلات تلو التنازلات لصالح الاحتلال، فيما لم تفرض على إسرائيل من قبل الإدارة الأمريكية أية شروط تلزمها بوقف العدوان، أو وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت. وأضاف الرماح متسائلا في كلمة الموجهة إلى المنتظم الدولي، إلى متى ستبقى إسرائيل دولة فوق القانون؟ إلى متى سيستمر الصمت الدولي المخجل أمام جرائم إسرائيل المستمرة؟، متى سينتهي مسلسل التفرج على جرائم الاستيطان وتهويد القدس؟، مطالبا الحكومة الأمريكية الكف عن سياسة الكيل بمكيالين كلما تعلق الأمر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتراجع عن مواقفها وسياساتها المنحازة لإسرائيل، مناشدا، الحكومات العربية والبرلمانات العربية المضي قدما في اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، بدءً بتجميد كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا، وفتح معبر رفح بشكل دائم للبشر والبضائع كخطوة لا محيد عنها لرفع الحصار، ومقاطعة كل المواد والبضائع المصنعة في دولة إسرائيل، داعيا المغاربة لمقاطعة الثمور ذات المنشأ الاسرائيلي، والإسراع بإقرار قانون يجرم التطبيع، مشيرا، أنه آن الأوان لوضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي دامت أزيد من ستة وستون عاما، تم فيها اقتلاع وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه في عملية تطهير عرقي منظمة ومدبرة قامت بها العصابات الصهيونية العنصرية، موجها دعوته إلى كل الفصائل والقوى الفلسطينية إلى وحدة الصف وإنهاء حالة الانقسام، متطلعا، إلى وحدة فلسطينية تنهي مع حالة التشرذم، قائلا، « إذ لا سبيل أمام الشعب الفلسطيني إلا التوحد وتغليب المصلحة القومية العليا لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني». وقد هزت دموع علي عبد الله ممثل دولة فلسطين، الحضور، الذي تفاعل معها وهو يردد من حين لآخر شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وتدعو إلى تحرير فلسطين وتؤكد دعم المغاربة للقضية الفلسطينية وتشيد بصمود قطاع غزة أمام الغارات الإسرائيلية، وهو يبكي على غزة الجريحة، منوها بمواقف المغاربة ملكا وشعبا، واصفا الشعب المغربي كالبحر، والشعب الفلسطيني كالسمك، قائلا، «إذا جف البحر مات السمك» مشيدا بالمسيرة المليونية الشاسعة والواسعة والمتميزة عن باقي المظاهرات التي عرفها العالم احتجاجا على العدوان الغاشم، متأسفا، على أنه كان من ينتظر الكثير في خضم هذا الربيع العربي والذي أصبح خريفا، أن تكون القضية الفلسطينية هي النموذج، مشيرا، أن فلسطين دوما ومنذ أكثر من 70 سنة وهي في ربيع دائم من النضال والكفاح، ولم تتوان عن تقديم الشهداء في المسيرة التي درجوها بدمائهم الزكية، على رأسهم القسام، ياسر عرفات، الشيخ ياسين، أبا جهاد، الرنتيسي، جورج حبش وعلي مصطفى والقادة العظام الآخرين... المرابطون الحقيقيون الذين يسطرون النصر في عزة الجريحة ويدافعون عن نصرة النبي محمد ( ص) وعن مهبط السيد المسيح عليه السلام، وعن أقدس مكان في الأرض أرض المحشر والمنشر. وحول هذا العدوان الغاشم، أوضح ممثل دولة فلسطين، أن إسرائيل الدول المغتصبة الصهيونية، تقوم اليوم بضرب حماس والمقاومة ليس من باب محاربة الإرهاب كما يسوق له، بل تريد من خلال هذا الفعل الإجرامي تركيع الشعب الفلسطيني وإبادته وإبادة روح المعنوية لدى جيل، فهم يقتلون الأطفال ليس حبا في القتل، بل لكي يلغوا الذاكرة ولكي يركعوا إرادة النضال عند الأمهات وعند هذا الجيل، الذي يقول في حقه عبد الله، بأنه سيحقق النصر وسيرفع الراية الفلسطينية في الأقصى، مضيفا، أن اسرائيل تحاول من خلال العدوان الهمجي النازي البربري أن تضرب المصالحة الفلسطينية والوحدة الناجزة التي تتكامل وتظهر في وحدة ميدان المقاومة سواء في الضفة أو غزة، موضحا، أنه ليس هناك فرق بين تنظيم وآخر، بحيث الغارات لا تفرق بين حماسوي أو فتحوي، سعيا وراء إلغاء أي كيان فلسطيني وكل ما تحقق من مكتسبات سواء على مستوى القانوني والشرعي وفي المنتظم الدولي، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني هو المستهدف، من أجل إفشال المصالحة وعدم الدخول في مفاوضات حقيقية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، منتقدا صمت الأمة العربية وموقفها السلبي، المتجاهل لما يحدث اليوم الذي يستهدف الجميع ولا يقتصر على شعب غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى لوحدهم، وانحياز العالم لإسرائيل والكيل بالمكيالين (مكيال أعمى ومكيال بصير في اتجاه إسرائيل)، وكأن اللحم الفلسطيني لا قيمة له... بدورها، استنكرت وشجبت خديجة اليملاحي نائبة رئيس الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني، المجزرة التي يتعرض لها هذا الشعب ودعت الى وقف فوري للعمليات العسكرية على الأراضي الفلسطينية، حيث تحدثت عن دور الجمعية من أجل فك ورفع الحصار على الشعب الفلسطيني، المفروض عليه من لدن الكيان الصهيوني دو النزعة التوسعية، والدعم اللامحدود الذي يتلقاه من الغرب وخاصة من الولاياتالمتحدة، لما تمثله من رأس حربة تدافع عن مصالح الاحتكارات الصناعية العسكرية الامريكية ومصالحها الجيوستراتيجية، مذكرة الحضور بالرسالة التي ألقاه أطفال فلسطين، على هامش المعرض الذي أقيم بالمغرب سنة 2006 لجمعية سند للأمومة والطفولة، لقولون فيها، «نحن كباقي أطفال العالم، نحلم بالحرية والسلام، نحلم بنوم هادئ دون خوف أو رعب من هدير الطائرات ومن المدافع والرصاص والقنابل، أن جنود الاحتلال يواصلون إطلاق النار على غرفنا ومدارسنا وشوارعنا ويقلعون الأشجار ويهدمون منازلنا»، مضيفة، أن كل فلسطيني له حكاية قد تسمعونها أو تشاهدونها ولكن العالم في صمت، إن أطفال فلسطين كباقي أطفال العالم في حاجة إلى حقوق أساسية، حق في البقاء، حق العيش، حق في الكرامة، حق في النمو،.... وفي كل الحقوق التي تنص عليها المواثق الدولية، مطالبة بوقف التطبيع. كما دعا خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إلى تجريم التطبيع، مطأطأ رأسه خاشعا أمام أرواح الشهداء الذين أغلبهم أطفالا، وهو يشد على الأيادي الصامدة رغم قساوة الظرف، حيث لم تعد ملامح الخوف والرعب مسيطرة على نفوس أطفال غزة، الذين تحدوا الحرب الصهيونية بكل غطرستها وعنجهيتها ليقولوا للعالم من خلال التصريحات أمام الكامرات، «نحن أطفال فلسطين «صامدون» رغم الخراب والحصار والدمار وقتل العديد من أشقائنا، وأن النصر حليفنا وسنعيش لنطرد الاحتلال الإسرائيلي... «، مذكرا بمرجعية العدوان الذي يعود إلى تأسيس حكومة وطنية متوافق عليها ومع قرار المصالحة الوطنية، حيث سعر الكيان الصهيوني من عودة اللحمة إلى الجسم الفلسطيني، لحاول ضرب هذه المصالحة الجنينية الصلبة، حيث كانوا يعتقدون أنه سوف يصلون إلى ما يريدون عن خطأ كبير في التقدير والتحليل، كانوا يعتقدون أن حصار غزة لمدة 8 سنوات قد هد من عضد الشعب الفلسطيني في غزة، وكانوا يعتقدون أن ما يجري في الساحة العربية من اقتتال وحروب مذهبية وطائفية سيلهي بعض الشعوب العربية عن القضية الفلسطينية ويتركون إسرائيل تستفرد بالشعب الفلسطيني، قائلا، لقد سقطت كل الحسابات، كانوا يعتقدون أن الضربات الجوية ستنهي مع الانفاق ومخازن الأسلحة والصواريخ....، متهكما، أنه لن يحطم ولو مخزنا واحدا، كانوا يعتقدون أن الأمر لن يتجاوز بضع ساعات ويرفع الفلسطينيون الراية البيضاء، لينقلب السحر على الساحر ويضطروا رفع راية الاستسلام، بعدما أغلقت أبواب مطار تلأبيب وعجزوا على الدخول داخل شوارع غزة ولو بأمتار، وإنزال ولو جندي واحد بالشواطئ رغم كل الباريجات البحرية المحاصرة للمكان، وبعدما فشلوا في تحقيق أي هدف باستثناء إسالة الدماء وقتل الأطفال والنساء والشيوخ في أعمالهم الجبانة، مشيرا إلى أنه هذا هو النصر، وقد تجلى النصر الكبير، حسب تحليله، عندما لجأ البعض إلى تقديم ما سمية ب «مبادرة التهدئة»، والتي هلل لها الاسرائليون قبل غيرهم وقبلوا بمضامينها دون أن يجتمعوا، بينما المقاومة ردت ب «لا»، منتقدا بدوره النظام الرسمي وتعامله المخجل في هذه القضية، التي حالتها الجامعة على مجلس الأمن، بعدما صرح الأمين العام» المشارك في العدوان» بأنه يدين صواريخ غزة ويترحم على أرواح الاسرائيليين، وذلك لتقوم جيوش الاحتلال بعملياتها القيصرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وغير غزة، معلقا، أن الشعب الفلسطيني محتاج لمبادرات أو قرارات تقطع العلاقات مع إسرائيل على غرار ما قامت به دولة الاكوادور وغيرها من الدول المؤمنة بتحقيق مصير الشعوب، وتشكل ضغطا على مصر لفتح المعابر لرفع الحصار على الشعب الفلسطيني.