تطوان مدينة مبدعة، و يا له من وصف اصطبغت به قبل ساعات من احتفالها بعيد كتابها التاسع عشر ( من 3 إلى 10 نونبر)، و قبل أقل من شهر على احتضانها للمهرجان الوطني للمسرح في دورته التاسعة عشر كذلك ( من 29 نونبر إلى 6 دجمبر )، و المهرجان الدولي لمدارس السينما في دورته الثالثة (20 إلى 24 نونبر) و المهرجان الدولي للموسيقيين المكفوفين في دورته التاسعة (بداية دجمبر ) و غيرها من المواعيد الثقافية و الفنية التي تعجز عن استيعابها فضاءات المدينة الثقافية المبدعة، تظاهرات جعلت من تطوان ايقونة ثقافية و مبدعة بكل ما يحمله هذا التعبير. فأن تصنف شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة الاممالمتحدة للعلوم و الثقافة "اليونسكو" تطوان بهذا التصنيف بعد كل من قاهرة المعز و تونس الخضراء و فقط ، فهو الاعتراف الأممي بتفرد هذه المدينة الراهبة. و إن كان لا بد من الإعتراف بدور كل الساهرين على اكتساب هذا التصنيف في مجال الصناعة التقليدية و الفنون الشعبية لينضاف لتصنيف 1997 لتطوان كتراث عالمي إنساني ، فإن السؤال هو السؤال : ماذا بعد؟ و كيف ؟. فيبدو ان الساهرين على تدبير شأن هذه المدينة "المبدعة" و عن سبق اصرار و ترصد مستعدون لإخفات صوت هذا الإبداع في مدينة تنبض بالإبداع . فهاهي تظاهراتها الثقافية و الفنية الكبرى يخفت وميضها سنة بعد اخرى بفعل شح الدعم المادي الذي من شأنه الإسهام في تسويق المدينة "المبدعة"، و هاهي مدينتها العتيقة التراث الانساني تتهاوى أسواره و دروبه بفعل عوادي الزمان، و هذا حي الإنسانشي الذي اجتاحه المتجولون بسلعهم، و تلك فضاءات المدينة الثقافية و الفنية تسير نحو المجهول (المسرح الوطني المصلى سينما فيكتوريا سينما مونمنطال دار الشباب عبد الخالق الطريس ...و غيرها)، هي المدينة المصنفة بكل التصنيفات، و هي المدينة المبعدة عن دائرة الابداع.