لم تخل، كالعادة، السنة الماضية 2014 وبداية السنة الحالية 2015 من بصمات تاء التأنيت المغربية الواضحة على الساحة الفنية الوطنية العربية والدولية .. حضورها كان بارزا ولافتا في جميع ألوان الإبداع الفني الغنائي منه و التشكيلي والمسرحي والسينمائي و التلفزيوني.. بل إن الحضور هذا شكل ملح الإبداع الذي شاركها فيه صنوها الرجل، نعم شاركها فيه، إذ لولاها لمستها الفنية الصادقة المبدعة.. لفقد النكهة والذوق السليم الذي يتغياه المتابعون والمشاهدون لتلك الأعمال والإنتاجات .. لأنها وهي تبدع - لدى الكثيرات منهن - تحمل ، وبشكل جلي، همّ الإبداع والفن الهادف والذوق السليم ، لكي يكون « إنتاجها» نقيا صافيًا يحاور العقل والعاطفة معا ويترفع عن مداعبة الغرائز وينأى عن الإسفاف وتضييع الوقت.. ساعية ليكون توقيعها بلون مختلف ومميز .. ولتكون قيمة ليست مضافة للعمل، بل أساسية فيه، خصوصا إذا ما ارتبط ذلك بالانتاجات الدرامية.. ولا أدل على هذه الصورة المميزة التي تحاول وتكد لأن ترسمها لنفسها، بعيدا عن ما هو مردود مادي شخصي.. تخصيصها بالتفاته اعتراف وتقدير بكفاءتها وعلو كعبها وخدماتها الجليلة و الملموسة في الفضاء الذي تشتغل فيه بكل الإخلاص و القدرة المهنية المطلوبة. فقد عرفت الفترات الماضية من أيامنا هاته سيلا جارفا من الاحتفالات و الاعترافات بقدرات المرأة المغربية في المجال الفني ، ليس عرفا أو عادة أثناء تنظيم التظاهرات و المهرجانات .. فقط، ولكن إيمانا عميقا بفعالية هذا الكائن الذي يشكل النصف الثاني منا... تفكيرا ، ممارسة ، إبداعا وعطاء.. وعلى هذا المستوى سجلت الساحة الفنية الوطنية ، وكذا الدولية، في الفترة التي تفصلنا عن الذكرى الحميمية الماضية 2014 ، الثامن من مارس، التي تحتفي بالمرأة، على الأقل، رمزيا بمختلف مناطق المعمورة .. عدة وقفات احترام وتقدير تجاه المرأة المغربية المبدعة، وقفات كانت عن قناعة كبيرة بدورها وحيويتها وبصماتها الفاعلة.. في المجال الفني سواء على الصعيد المحلي ، الإقليمي أو الدولي.. حيث كرمت وتوجت العشرات من الفنانات المغربيات في مجالات الإبداع المختلفة و العديدة.. يضيق حيز المكاني هذا لحصرهن، إذ لم تخل خانة من خانات الإبداع غلا وكانت المرأة- الفنانة المغربية حاضرة، متواجدة فيه بكل القوة و التوهج المطلوبين.. ونهتبل هذه المناسبة لسرد غيض من فيض جارف من التكريمات الاحتفاءات.. فقد كرّم المهرجان الوطني الثاني لسينما «الواحة»، الذي نظم بمدينة طاطا، في الفترة ما بين 29 أكتوبر و 2 نوفمبر الماضيين، الفنانة لطيفة أحرار، اعترافاً بما قدّمته من أعمال فنية للمسرح والتلفزيون والسينما، حيث كان لأحرار موعد مع جمهورها للاحتفاء بها، يوم اختتام المهرجان في أجواء من طقوس أهالي هذه المنطقة الصحراوية. وقد اعتبرت أحرار بالمناسبة أن تكريمها التفاتة طيبة ولطفاً من الجهة المنظمة موضحة أنّ هذا التكريم كان فرصة للتواصل مع جمهورها والمثقفين من أجل إنجاح هذا الموعد السينمائي الذي يستحضر العديد من الوجوه السينمائية المعروفة من ممثلين ونقاد.. السوبرانو المغربية سميرة القادري تمكنت في الفترة المذكورة من أن تحظي بتقدير وإعجاب العديد من الهيئات والمؤسسات الثقافية الفنية.. التي عملت على تكريمها وتتويجها .. نظرا للمجهود الكبير الذي تعمل من خلال على السمو بالذائقة الفنية عبر إحياء التراث الفني الموسيقي العريق المحلي منه والإقليمي و المتوسطي.. وهكذا حصلت الفنانة القديرة على درع الكفاءة الفنية لمدينة طنجة، كما حصلت على .جائزة عالمية جديدة بالصين وكان للفنانة المراكشية القديرة الراحلة زينب السمايكي نصيب من هذا التكريم و الاعتراف حيث بادرت الدورة السابعة لملتقى مراكش الدولي للمسرح ، إلى تكريمها في حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية الدولية التي احتضنها المدينة الحمراء على مدى ستة أيام (14-19 اكتوبر) وذلك بحضور العديد من الفنانين، حيث أبرزت الشهادات المقدمة في حق هذه الفنانة المناقب والصفات الإنسانية التي تتميز بها، وكذا المسار الفني لهذا الوجه الكوميدي الحافل بالعطاء في المجال المسرحي على المستوى الوطني. المطربة ، ذات الصوت المميز، آمال عبد القادر، حظيت بدورها بتكريم خاص واحتفاء له معنى ومغزى بمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية ، والذي نظمته وزارة الثقافة في الفترة المتراوحة مابين 31 يوليوز و 3 غشت 2014، وكانت لحظات تاكريمها إلى جانب الفنان محمود الإدريسي قوية ومؤثر باعتبار المجهود الذي تقوم به في الارتقاء بالذوق السليم عبر تقديم برمجة فنية متنوعة من الأغاني الطربية الاصيلة بأءاء قل نظيرة في العالم العربي .. الفنانة المتميزة و المثقفة نعيمة المشرقي كان من نصيبها التفاتة جميلة من مهرجان»سينما الذاكرة المشتركة» بالناضور، حيث عمل هذا الأخير على تخصيص احتفاء خاص بها إلى جانب الفنان المصري المعروف نور الشريف و السينمائي الفرنسي ذي الأصول الجزائرية توني كاتليف، الذي يعتبر بمثابة «محمد شكري» الفرنسيين، وهو احتفاء وتكريم له معني خاص أمام هاتين الشخصيتين البارزتين، أي أن الفنان المغربية لا تقل قيمة عن هذين الاسمين من حيث المكانة و العطاء و التميز الفني و الإنساني.. نفس المهرجان ،»سينما الذاكرة المشتركة» وبنفس الدورة أيضا، عمل على تكريم الفنانة سعيدة بعدي بإعتبارها وجها من الوجوه السينمائية والفنية المتميزة ورائدة من رواد السينما المغربية منذ سنوات، فيما تحصلت سعيدة على تكريم من نوع آخر من الجسم الإعلامي والصحفي الناظوري، الذي أشاد ونوه بالعمل الجبار الذي تقدمه بعدي للسينما المغربية. الفنانة فاطمة خير، ومن شمال المغرب، وبمدينة الحسيمة بالضبط، عرفت لحظة تكريم واحتفاء متميزة من الدورة السادسة لمهرجان النكور المتوسطي للمسرح، الذي تنظمه جمعية ثيفسوين للمسرح الأمازيغي، وذلك اعترافا وتقديرا لما تقدمه هذه الفنانة المغربية الحيوية والنشيطة في المجال الفني و الإعلامي و الترفيهي التلفزيوني وصناعة الفرجة لإسهاماته الجليلة في الساحة الفنية و تقديرا لحضورها المتميز وطنيا و دوليا. مطربة الطرب الراقي الفنانة كريمة الصقلي لم تخرج عن الاستثناء التكريمي في حق مجموعة كبيرة جدا من الفنانات المغربات، قامت فعاليات مهرجان رمضانيات مقاطعة جليز بمراكش بلمسة فنيا راقية في ذا الاتجاه وكرمت المطربة القديرة من خلال افتتاح فعالياتها التي كانتتحت شعار «معا من أجل توطيد ثقافة المواطنة لتحسين جودة الحياة».، باعتبار أن الفنان المغربية سفيرة الأغنية الطربية المغربية ، وذات الصوت الأوبرالي المتميز، لم تحد ، عن الاتجاه الفني الغنائي الموسيقي الذي تبنته في مشوارها الفني الطويل.. مهرجان طنجة للمسرح الجامعي في دورته الأخيرة استحضر عطاءات وإبداعات واجتهادات الفنانة ثريا العلوي، التي خصها، إلى جانب الكاتب المسرحي محمد قوتي، بتكريم خاص، خلال افتتاحه الدورة الثامنة للمهرجان تحت شعار «المسرح شاهد على ميلاد طنجة الكبرى». وقد قالت الفنانة ثريا العلوي، في تصريح بالمناسبة ،أنها فخورة بهذه الالتفاتة من منظمي المهرجان باعتبار ان هذا التكريم هو الأول لها الذي تشرفت به في مجال المسرح ، مشيرة الى أن هذا التكريم يحسسها ببداياتها على خشبة المسرح وإطلالاتها الأولى على الجمهور ،وهو بمثابة عودة الى الجذور والى بيت المسرح الذي انطلقت منه كممارسة للتمثيل قبل خوضها غمار السينما والأعمال التلفزيونية، في حين أكد القيمون على المهرجان أن تكريم الوجوه المسرحية المرموقة، وخاصة الفنانات هو تكريم لكل رجالات ونساء المسرح المغربي على عطاءاتهم المتميزة في تقدم فن المسرح والرقي بأب الفنون تأليفا وإخراجا وتشخيصا، كما يأتي هذا التكريم لحث الأجيال المسرحية الصاعدة على المزيد من العطاء والاجتهاد وإثراء الحقل المسرحي. المطربة المغربية الشابة نضال إيبورك التي فاجأت الجمهور المغربي مؤخرا ب» سينغل» جديد وجميل جدا أبان عن قدرات صوتية وادا~ية هائلة كان حظها من الالتفاتات التكريمية من نوع خاص ، من الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وبالضبط بالسفارة المغربية بنيويورك. الفنانة المغربية نضال ابروك كانت قد شاركت في النسخة الأخيرة من برنامج «ذو فويس» الى جانب عدد من الفنانين المغاربة ، وقد تشرفت بحفل تكريم أقامه القنصل العام لسفارة المغرب بنيويورك .الفنانة المغربية نضال ابروك مقيمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وتشتغل في مجال الموارد البشرية الى جانب شغفها بالغناء وقد غنت لفلسطين الى جانب اغنيتها «افرح ياقلبي» التي أبهرت لجنة تحكيم برنامج «ذو فويس» في نسخته الأخيرة. فعاليات الدورة 16 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة بحفل افتتاحها قامت بتكريم الممثلة مليكة العماري إلى جانب الناقد محمد كلاوي. وجاءت هذه اللحظة الاحتفالية بمثابة اعتراف من المشهد السينمائي المغربي بعطاءات اسم نسائي مخضرم بصم مجال التشخيص المسرحي ، التلفزيوني والسينمائي على مدى عقود.وعلى وقع شهادة ألقتها الممثلة مجيدة بنكيران في حق مليكة العماري.. صفق جمهور التظاهرة طويلا لاسم قدم زهرة حياته في خدمة الفن الدرامي عموما ببلادنا. التفاتة تكريم من رجال الفن إلى نساء الفن .. كانت هذه هي الرمزية التي طبعت الحركة الأخيرة لمجموعة عبيدات الرما «رضوان»، أثناء إطلاق إصدارها الفني الجديد، وهو عبارة عن فيديو كليب دولي، بعنوان «مغاربة ونفتخر»، والذي شارك فيه فنانون من إيطاليا والهند وماليزيا والسنغال، حيث جرى ذلك في الأسابيع القليلة الماضية بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، تنظيم حفل فني كبير، نظمته المجموعة، وحضرته نخبة من الفنانين والإعلاميين وعموم الجمهور. تم بالمناسبة تكريم كل من فرقة تكادة، التي بدأت مسيرتها الفنية عام 1972، والفنان عبدو الوزاني رائد الطقطوقة الجبلية، والفنان عصام كمال، الذي أدى أغنيته الشهيرة «زينة»، فضلا عن الممثلتين المقتدرتين سعاد صابر، وزهيرة صادق، وذلك بمناسبة اقتراب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وكذلك تتويج، ولو رمزيا ،مسيرتهما الفنية الطويلة والمتميزة.. التي قدمتا خلالها العديد من الأعمال طبعت ذاكرة المشاهد المغربي، وجعلت منها اسمين محبونين لديه.. الممثلة المغربية القديرة عائشة ماهماه ، تحظى بدورها، كما في تظاهرات فنية عديدة في السنوات الاخيرة, بتكريم كبير في مهرجان الدراما بمراكش في دورته الرابعة ، دورة حملت «الفنانة والممثلة المغربية الكبيرة «عائشة ماهماه»، وذلك في الفترة الممتدة من 28 إلى 30 مارس 2014، بمناسبة احتفالات المسرحيين باليوم العالمي للمسرح. تحت شعار: «من أجل جمالية درامية متميزة في المسرح المغربي.. وكانت اللجنة المنظمة اعتبرت أن تكريم الفنانة عائشة ما هماه يدخل في صميم روح المهرجان للاهتمام بالأسماء التي اعطت الكثير للدراما الاجتماعية المغربية، وعائشة ماهماه واحدة من هذه الأسماء التي صنعت مسارا متألقا في المسرح والتلفزيون والسينما لكنها تعيش ظروفا اجتماعية صعبة وهي في حاجة للاهتمام والدعم. ونختم علي سبيل التذكير فقط وليس الحصر بالفنانة المتالقة، الديفا سميرة سعيد التي احتفىت بها مؤخرا شبكة قنوات « الإم بي سي» من خلال استضافتها من قبل الإعلامى طارق شحاته بالقاهرة لتكون ضيفة كريمة فى تلك الليلة الساهرة التى استمرت قرابة الثلاث ساعات متواصلين مابينها وبين جمهورها الغفيرمن المحيط الى الخليج وفى كل بلاد الدنيا وبخاصة الفانز الخاص بها..وكانت الاسئلة تأتى لسميرة على جهاز الكمبيوتر امامها لتجيب على الاسئلة التى توصلها اولاً بأول.. على الهواء مباشرة ومتواصلة مع جمهورها ا كما تم تكريمها عن مشوارها الحافل الطويل وقامت بتقطيع « تورتة» الاحتفال بها التى تزينها .