كرم مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في دورته 17 مساء أمس الثلاثاء، الفنانة القديرة ثريا جبران، تقديرا لما قدمته من أعمال فنية ولتأثيرها في الحركة المسرحية بالمغرب. وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال الكاتب حسن نجمي إن الفنانة الكبيرة ثريا جبران تعد رائدة من رواد المسرح المغربي، وفنانة وازنة أداء وذاكرة وتاريخا وعطاء. وأضاف نجمي، أن ثريا جبران رافقت الوجدان الفردي والجماعي، وأعطت من روحها وكيانها لتقدم أجمل الأعمال في السينما والتلفزيون والمسرح، معتبرا أنها أيقونة المسرح المغربي وإحدى أجمل العلامات المضيئة في الشاشة الصغيرة والكبيرة. وأشار إلى أن هذه الفنانة الكبيرة تتحلى بأجمل القيم الإنسانية وعلمت من خلال فنها أجمل القيم والتعبيرات والأفكار، مذكرا في هذا الإطار بمسارها الفني وبنضالها والدور الذي لعبته أيضا في المجال الحقوقي. ومن جهته، استحضر الفنان الحسن زينون المسار الفني الزاخر للفنانة ثريا جبران، معتبرا أنها تقدم صورة مشرقة عن الفن المغربي على المستوى والدولي. وأعرب زينون عن إعجابه بأعمالها الفنية، وخاصة ما قدمته في المسرح، ومنها على الخصوص مسرحية "ياك غير أنا"، مذكرا أنها اشتغلت معه في فيلم "عود الورد". وبدورها أعربت الفنانة ثريا جبران عن اعتزازها الكبير بهذا التكريم الذي يأتي في سياق وطني يتقدم فيه المغرب بهدوء وثقة نحو استكمال بنائه الديموقراطي، وبالتفاف جميع مكونات المجتمع المغربي حول مشروع التحديث والتقدم. وعبرت الفنانة ثريا جبران عن امتنانها لهذه الالتفاتة التي خصها بها مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، معتبرة هذا التكريم بمثابة تكريم للفن المغربي عموما وأن هذا المهرجان يبقى لقاء سنويا للاحتفاء بالسينما والحياة. وأبرزت أنه كان لها شرف مصاحبة تأسيس هذا المهرجان، وحلم وشرف حضور فعالياته ومرافقة ضيوفه ورواده وفعالياته، مشيرة إلى أنها تسعد عندما ترى هذا الحلم وقد أصبح حقيقة. وبهذه المناسبة تم عرض شريط قصير يبرز أهم الأعمال السينمائية التي شاركت فيها الفنانة ثريا جبران، كما سلمها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري درع المهرجان تكريما لها ولما قدمته من أعمال فنية. يذكر أن الممثلة المسرحية والسينمائية ثريا جبران، واسمها الأصلي السعدية قريطيف، ولدت بمدينة الدارالبيضاء، وتألقت على خشبة المسرح وانتزعت تصفيقات الجمهور منذ الطفولة. وكانت بدايتها في عالم مسرح الهواة وعمرها لا يتعدى عشر سنوات. وبعد أن شجعها المخرج الراحل فريد بن مبارك أستاذ المسرح الذي أثنى على موهبتها قررت الاحتراف والالتحاق بمعهد المسرح الوطني في 1969. وقد تعرف عليها الجمهور من خلال أدوارها المسرحية، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون والسينما. وارتبطت أعمالها الفنية بالبسطاء، حيث برعت في أداء أدوار تعبر عنهم. وعاشت ثريا جبران مرحلة النجاح الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل "مسرح الشعب" و"مسرح الفرجة" و"مسرح الفنانين المتحدين". وشكل العمل مع المسرحي الطيب الصديقي مرحلة مهمة في مسارها الفني، حيث شاركت معه في تشخيص مسرحية "سيدي عبد الرحمن المجدوب" و"أبو حيان التوحيدي" ضمن "فرقة الناس". ودفع النجاح والحماس ثريا جبران، إلى تأسيس فرقة جديدة بمبادرة من زوجها عبد الواحد عوزري، المؤلف والمخرج المسرحي. وكانت تجربة مهمة بمثابة ورشة هدفها إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه. ومن بين أعمالها "حكايات بلاحدود" و"نركبو الهبال" و"بوغابة" و"النمرود في هوليود" و"امرأة غاضبة" و"جنان الكرمة" و"خط الرجعة" و"العين والمطفية" و"عود الورد". والفنانة ثريا جبران حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، وهي عضو فاعل في العديد من الفرق المسرحية، وعينت في 2007 وزيرة للثقافة لتكون بذلك أول فنانة تشغل هذا المنصب في المغرب