إقرارا لعطاءاتها الفنية المتميزة، على مدار أزيد من أربعة عقود، واعترافا بمسارها الإبداعي والوطني والثقافي، وبمسيرتها المسرحية المتوهجة؛ أقامت أخيراً جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة فاس بولمان بدار الثقافة بفاس، حفل تكريم على شرف الفنانة الكبيرة ثريا جبران، وذلك عشية يوم الثلاثاء 28 دجنبر 2010، بحضور نخبة من الأجلاء لرجالات الفكر والأدب والفنون، وأساتذة جامعيين وباحثين وطلبة وجمهور عريض من المعجبين والمتتبعين للحركة المسرحية ببلادنا. وخلال هذا الحفل، تم استعراض المسيرة الفنية للمحتفى بها، عبر تقديم مجموعة من اللوحات الفنية الرائعة، والرقصات التجسيدية والمقامات الشعرية، شارك في تنشيطها، كل من طلبة المعهد الموسيقي بفاس، والفنان المسرحي محمد فرح العوان، والفنانة الواعدة كميليا الحاكم، بالإضافة إلى الحضور المتميز للشاعرين رشيد المومني وحسن نجمي والأديب الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد والأخ محمد الملوكي من مجلس المدينة نيابة عن عمدة فاس وكلهم تعاقبوا على منصة الخطابة، لذكر مناقب ومحاسن وابداعات الفنانة المقتدرة ثريا جبران. كما تخلل الحفل معزوفات أندلسية حالمة، أدّاها بإتقان وتميز جوق المرحوم عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد بريول. وبالمناسبة فقد اقتربت جريدة «العلم» من بعض أعلام الفكر والأدب والمسرح الذين أدلوا بشهاداتهم في حق المحتفى بها، حيث قال الأستاذ عبد الكريم برشيد: هذه المرأة لم تعش حياة واحدة، بل عاشت حياة الإنسان في شموليته وفي كماله وفي نفسه، وفي كل القيم الجليلة والنبيلة، فهي ممثلة قديرة، وفنانة صادقة، في مشاعرها وأحاسيسها وإنسانة تلقائية في مشاركة الغير أفراحه وهمومه. وهذا التكريم لابد أن يكون له مدلول كبير وعظيم، وهو يُنم عن كرم هذه المدينة، وعن وفاء أهلها، واعترافهم بالجميل وبالفنانين الكبار، لما أسدوه من خدمات جلى للثقافة المغربية، وبالتالي هو تكريم للثقافة المغربية في شخص ثريا جبران. أما الأستاذ حسن نجمي فقد قال عنها: يتعلق الأمر بفنانة كبيرة أعطت كل مالديها، وكل ما تملك من جب ومن صدق ووفاء وأخلاق لمهنتها كفنانة مسرحية وأيضا للدور المركب الذي تحملته في الحياة، وفي الثقافة والمجتمع، هذه الالتفاتة النبيلة، شكلت لحظة رفيعة في المشهد الثقافي لهذه المدينة، التي نعتز بالانتماء لذاكرتها وإلى أفقها، إنها لحظة سعيدة أن تتواصل مثل هذا التقاليد الجميلة لتكريم الفنانين والمبدعين الذين أعطوا لبلادهم ولشعبهم أجمل ما يملكون. الروح الخلاقة والكيان والرؤيا والابداع. وأكد الشاعر الدكتور رشيد المومني، أنها أستاذة المسرح المغربي والعربي بامتياز، وأن تكريمها يعتبر حدثا كبيرا إن على مستوى المسرح والسينما أو على المستوى النضالي والحقوقي والاجتماعي بحكم تشبعها بالقيم والمبادئ الديمقراطية، وبحكم انخراطها في العديد من المحطات النضالية ومواقفها الانسانية، من خلال مجموعة من المبادرات في اتجاه العديد من الجمعيات الاجتماعية. لذلك لا يملك الانسان، إلا أن يقف إجلالا واحتراما لثريا جبران ولجميع الأسماء المغربية الكبيرة التي ما فتئت تمنح لهذا الوطن هويته الثقافية والمعرفية. وانصبت كلمات وشهادات الأساتذة؛ إبراهيم الدمناتي رئيس الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح وعضو المكتب التنفيذي لنفس النقابة والمسرحي عزيز الحاكم ومحمد فرح العوان الفنان المسرحي وتحف السرغيني رئيس الجمعية المنظمة لهذا الحفل، على نبل مشاعر السيدة ثريا جبران وعفة نفسها ورقة أحاسيسها. ومبادراتها الإنسانية والاجتماعية ومسارها الطويل المتعدد على مستوى المسرح أو السينما، وعلى تراكم الأدوار والعناوين والعطاءات داخل المغرب وخارجه. وفي ختام الحفل تقدمت ثريا جبران بعبارات الشكر والإمتنان إلى مسؤولي وأعضاء الفرع المحلي لجمعية الأعمال الاجتماعية بمدينة فاس، على المبادرة التي قالت إنها تركت في نفسها آثارا طيبة، خصوصا أن هذا التكريم تم بالعاصمة العلمية للمملكة وحاضرة الأدب والفن المسرح المغربي.