أسدل الستار، السبت الماضي، بقصر المؤتمرات بمراكش، على فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان مراكش الدولي للمسرح، التي حملت اسم الفنان عزيز موهوب، بعرض مسرحية "الرجل الذي.." لفرقة المسرح الوطني، التي تطرح مشاكل وقضايا آنية متعددة ومتضاربة، تتمخض عنها مفارقات يغلب عليها طابع الفرجة والمتعة. أجمع كل المتدخلين في حفل اختتام المهرجان الدولي للمسرح في دورته التاسعة، المنظم من طرف الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش، على نجاح الدورة وتحقيقها الأهداف المرسومة، رغم كل العراقيل والصعوبات التي اعترضت المنظمين، كما جرى توزيع تذكارات المهرجان الدولي للمسرح على جميع الفرق المشاركة. وعاش الجمهور المراكشي، على مدى خمسة أيام، لحظات مميزة، استمتع من خلالها بالعروض المسرحية، التي جرى تقديمها من طرف الفرق المشاركة بفضاء مسرح دار الثقافة والمسرح الملكي والمعهد الثقافي الفرنسي. وعرفت دورة 2013، برمجة أعمال مسرحية عالمية، على رأسها أوبرا "ناي سحري" للكاتب والمخرج العالمي الكبير "Peter Brook" بشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي بمراكش، ومسرحية Chocolat" لفرقة Costellazione من إيطاليا، في حين تتمثل المشاركة العربية في فرقة سيدي بلعباس من الجزائر بمسرحية "مايا". أما البرمجة الوطنية فتشمل كلا من فرقة المسرح الوطني بمسرحية "الرجل الذي" والتي أحيت حفل الاختتام بقصر المؤتمرات، ومسرحية "الدق والسكات " لفرقة مسرح المدينة، ومسرحية "من أخبار عازف الليل" لفرقة الأراجوز، و"أش داني" لمسرح أرلوكان، و"حمار الليل فالحلقة" لورشة الإبداع دراما، و"امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير" لمسرح المدينة الصغيرة، و"مولات الخال" لمسرح أكاديما، بالإضافة إلى مسرحية "مهرجان الزفاط" لفرقة الجيل الصاعد. وأهم ما ميز الدورة، حفل التكريم الذي حظي به الفنان عزيز موهوب، في التفاتة طيبة للفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش، تكريما لمساره الفني الحافل في المسرح منذ بداية الستينيات، وتألقه في العديد من الأدوار بالتلفزة والسينما، ولاعتباره واحدا من الأسماء التي ظلت تدافع عن وضعية الفنان الاجتماعية. واستهل حفل افتتاح الدورة التاسعة، بعرض مسرحية "الدق والسكات" لفرقة مسرح المدينة، التي تحكي قصة موظف مغلوب على أمره وزوجته البئيسة، وصحافي فاشل وزوجته الغارقة في أحلامها، وتستعرض الصراعات اليومية بين هؤلاء الأزواج، تصل في الأخير إلى الطريق المسدود، قبل أن يفكروا في القضاء على بعضهم البعض. وقال عمر الجدلي، الكاتب الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش، إن المهرجان لم يكن فضاء للفرجة المسرحية فقط، بل كان، أيضا، مرتعا، للتكوين والتنظير والتجريب وتبادل الخبرات، من خلال ورشات وندوات ومحاضرات، ومناسبة للاحتفاء والعرفان بالجميل إزاء الرواد المبدعين الذين بصموا تاريخ المسرح المغربي في العقود الفارطة. وأضاف الجدلي أن الدورة التاسعة شكلت منعطفا حقيقيا في حياة المهرجان، بالنظر إلى نضج التجربة في التنظيم وتدبير هذا الحدث الفني الإنساني الراقي، وبالنظر إلى القناعات التي بلورها سعي الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، إلى إحقاق حضور المسرح في الإشعاع الثقافي للمدينة الحمراء. وأكد الكاتب الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش، أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح، تميز منذ دوراته الأولى، بمميزات وسمت هويته الفنية والثقافية، وأنتجت فرادته في المشهد الفني المغربي، وكرست قوته كأحد أهم مهرجانات مدينة مراكش. وأشار إلى بعض صور هذا التميز، التي تتجلى في مواظبة المهرجان وإصراره على إعطاء الندوة الفكرية القيمة الرمزية والعلمية التي تستحق، وجعل اليوم الوطني للمسرح، مناسبة لالتئام أبرز المفكرين والمنظرين والممارسين المسرحيين من أجل تدارس أهم القضايا المرتبطة بأبو الفنون.