على إيقاعات الدقة المراكشية، المستوحاة من الفلكلور الشعبي المراكشي الأصيل، ورقصات كناوة، انطلقت، مساء أول أمس الاثنين، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح وللإشارة فإن التظاهرة منظمة من طرف المكتب الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش تانسيفت الحوز. وأحيت فرقة مسرح المدينة، حفل الافتتاح، بعرض مسرحيتها الناجحة "الدق والسكات"، التي تحكي قصة موظف مغلوب على أمره وزوجته البئيسة، وصحافي فاشل وزوجته الغارقة في أحلامها، وتستعرض الصراعات اليومية بين هؤلاء الأزواج، تصل في الأخير إلى الطريق المسدود، قبل أن يفكرون في القضاء على بعضهم البعض. وتتميز هذه الدورة، التي تحتفي بالفنان عزيز موهوب، ببرمجة أعمال مسرحية عالمية، وعلى رأسها أوبرا "ناي سحري " للكاتب والمخرج العالمي بيتر بروك، بشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي بمراكش، ومسرحية Chocolat" لفرقة Costellazione من إيطاليا، في حين، تتمثل المشاركة العربية في فرقة سيدي بلعباس من الجزائر بمسرحية "مايا "، أما البرمجة الوطنية، فتشمل كلا من فرقة المسرح الوطني بمسرحية "الرجل الذي"، والتي ستحيي حفل الاختتام بقصر المؤتمرات، ومسرحية "الدق والسكات " لفرقة مسرح المدينة، ومسرحية "من أخبار عازف الليل "لفرقة الأراجوز"، و"آش داني"، لمسرح أرلوكان، و"حمار الليل ف الحلقة" لورشة الإبداع دراما، و"امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير" لمسرح المدينة الصغيرة، و"مولات الخال" لمسرح أكاديما، بالإضافة إلى مسرحية "مهرجان الزفاط" لفرقة الجيل الصاعد. وسيكون الجمهور المراكشي، على مدى أسبوع كامل، على موعد مع عروض مسرحية وطنية ودولية بكل من مسرح دار الثقافة والمسرح الملكي وقصر المؤتمرات. وحسب المنظمين، فإن هذه التظاهرة المسرحية ستكون مناسبة لتبادل التجارب والتحاور والانفتاح على ثقافات أخرى، وفضاء للمسرح والتلاقي والمواطنة وتلاحق الحضارات وخدمة القيم الفنية والسلام والتسامح. ويحظى الفنان عزيز موهوب بالتكريم خلال حفل خاص سينظم من طرف الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش تانسيفت الحوز، اعترافا ومكافأة للخدمات التي قدمها في حياته الفنية للعمل المسرحي. ويعد موهوب واحدا من الأسماء التي أسست النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وغرفة الممثلين، وواحدا من الأسماء التي ظلت تدافع عن وضعية الفنان الاجتماعية. ترعرع في المسرح منذ بداية الستينيات، وتألق في العديد من الأدوار بالتلفزيون والسينما، واشتهر في الوسط الفني بطيبوبته وعلاقاته المتعددة. وحسب عمر الجدلي، الكاتب الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة مراكش، فإن مهرجان مراكش الدولي للمسرح أصبح مكسبا للمدينة وفنانيها ومثقفيها، وملمحا مشرقا من ملامحها الثقافية والحضارية، ومناسبة للم الشمل المسرحي من أجل الاحتفال باليوم الوطني للمسرح والاحتفال برموز الدراما المغربية. وأضاف جدلي، في تصريح ل "المغربية"، أن "الدورة التاسعة تشكل منعطفا في حياة المهرجان، بالنظر إلى نضج التجربة في التنظيم وتدبير هذا الحدث الفني الإنساني الراقي، وبالنظر إلى القناعات التي بلورها سعي الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، لإحقاق حضور المسرح في الإشعاع الثقافي للمدينة الحمراء". وأوضح أن المهرجان شكل مناسبة للتكوين والتنظير والتجريب وتبادل الخبرات، من خلال ورشات وندوات ومحاضرات، ومناسبة للاحتفاء والعرفان بالجميل إزاء الرواد المبدعين الذين بصموا تاريخ المسرح المغربي في العقود الماضية.