عادت بعض الجهات المستفيدة والمتحكمة في التهريب بين سبتةالمحتلة والمغرب إلى ممارسة هوايتها المفضلة، عبر نشر وبث الإشاعات الكاذبة، في محاولة للعودة إلى التحكم في هذا النشاط الممنوع. وهكذا عملت جهات معلومة على الترويج لشريط فيديو قديم يوثق لحصار ممتهني التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة، وإستعمال الرصاص والغازات المسيلة للدموع من طرف السلطات الأمنية الإسبانية بالثغر المحتل، وعمل مروجو الشريط على نشره على نطاق واسع بين صفوف ممتهني التهريب وكذا على منصات التواصل الإجتماعي، مدعين حدوثه يوم الإثنين 30 أكتوبر 2018. غير أن فصول التدخل الأمني، وبالعودة إلى موقع جريدة "إيلفارو دي سوتا" على منصة يوتوب العالمي، وكذا التعليق المرفق مع الشريط المتداول يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الشريط يوثق لأحداث قديمة تعود إلى سنة 2014.
ويوما بعد يوم يتأكد أن الجهات التي تروج وتبث مثل هكذا إشاعات مخطط لها بشكل مدروس، وان هناك أباطرة التهريب المنظم تريد العودة للتحكم في معبر باب سبتة، وتريد فرض سطوتها وقانونها، وهي التي تحرك هذه المناوشات التي يعرفها معبر باب سبتة بين الفينة والأخرى، وتسخر لها تمويلا ماليا خاصا من أجل تحقيق أهدافها، من خلال الدفع بأشخاص في وضعية اعاقة وشيوخ ونساء كأدرع بشرية مؤدات الثمن لاثارت الرأي العام المحلي والوطني والدولي.
والمؤكد هو أن ممتهنو التهريب المعيشي هم ضحايا حقيقيون لما يعرف المعبر الحدودي، حيث أن أغلب العاملين بالمعبر، هم مجرد حمالة يشتغلون لفائدة بارونات التهريب، الذين يسخرونهم لإخراج كميات كبيرة من السلع بالتقسيط عبر باب سبتة، حيث لم يعد التهريب المعيشي يشكل سوى نسبة قليلة من بين جل العاملين في هذا المجال وهم لا يتعرضون لاي نوع من المضايقات.
وأبانت الأحداث أن بارونات التهريب لم تسعفهم الإجراءات الجديدة التي أعتمدت بالمعبر الحدودي، من خلال فتح معبر طارخال 2 وتقنين عدد الدخول بالنسبة لممتهني التهريب المعيشي، حيث أن هذه الإجراءات سوف تضر بمصالحهم وبعدد السلع التي ترغب في تهريبها، هذا إلى شدة المراقبة والتفتيش الجمركي، مما دفعهم إلى إفتعال إحداث أحيانا وإختلاق أخرى وتضخيمها، ومحاولة ترويجها على نطاق واسع على شبكات التواصل الإجتماعي.