لقيت سيدة تبلغ من العمر 54 سنة، تنحدر من مدينة الفنيدق، وتمتهن التهريب المعيشي ،حتفها، صباح يوم الاثنين 24 أبريل الجاري، أثناء محاولتها دخول أسواق سبتةالمحتلة عبر معبر «تاراخال 2 «من الجانب المغربي. وقد تم تسجيل الحادث عند الساعة 8:30 بالتوقيت المغربي، نتيجة التدافع بين مئات العابرين نحو سبتةالمحتلة، الذي أدى إلى سقوط الضحية وتعرضها للدهس ثم الإغماء. وتعرضت الضحية للإغماء أولا، ليتم نقلها على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى الحسن الثاني بالفنيدق لتلقي العلاجات، إلا أنها فارقت الحياة مباشرة بعد وصولها إلى المستشفى، متأثرة بإصابات بليغة تعرضت لها في مختلف أنحاء جسدها. كما تم تسجيل سقوط خمسة جرحى آخرين من بينهم أربعة نسوة خلال الحادث، أصيبوا بجروح وكدمات متفاوتة الخطورة، حيث تم نقل المصابين الخمسة إلى ذات المستشفى بالفنيدق، فيما تم نقل رجل إلى مستشفى سبتةالمحتلة لتلقي العلاج. غير أن اللافت في هذا، هو أن عودة الازدحام إلى «طاراخال» وإثارة الفوضى بين صفوف المهربين، الذي أدى إلى وفاة سيدة ثانية، يتزامن مع إعمال إجراءات جديدة لدخول السيارات إلى مدينة سبتةالمحتلة، صبيحة ذات اليوم، والتي استهدفت السيارات التي يستعملها كبار المهربين، حيث إن السلطات الاستعمارية بمدينة سبتةالمحتلة فرضت شروطا جديدة على أصحاب السيارات للدخول إلى التراب السبتي المحتل، منها على الخصوص التوفر على بطاقة التأمين الخضراء الدولية، وأن يكون سائق السيارة هو مالكها الأصلي، بالإضافة إلى الوضعية الميكانيكية الجيدة للسيارة، وهو الشيء الذي أضر بمصالح كبار المهربين بالمعبر والذين يمتلك العديد منهم أسطولا كبيرا من السيارات المهترئة المعدة سلفا لهذا النشاط الممنوع. وما يثير الاستغراب كذلك هي حالات الازدحام المتكررة الذي يشهدها "طاراخال2" حاليا، والتي لم تكن تسجل بمعبر الذل "طاراخال1"، والذي هو أضيق عرضا بكثير من المعبر الجديد، حيث تبلغ مساحته عرضا 10 أمتار تقريبا ، فيما كانت مساحة «طراخال» القديم لا تتعدى المتر الواحد عرضا، ورغم ذلك لم يكن يعرف حالات ازدحام وتدافع . ومن المؤكد، أن شريحة كبيرة من ممتهني التهريب تعاني من بعض ممارسات السلطات الأمنية والجمركية سواء منها المغربية أو الإسبانية، غير أن حالات الازدحام المتكررة يمكن الجزم بأنها مفتعلة وأن أباطرة التهريب المنظم تريد التحكم في معبر باب سبتة، وفرض سطوتها وقانونها عليه، وهي من تحرك هذه المناوشات التي عرفها باب سبتة في الفترة الأخيرة، وتسخر من أجل ذلك تمويلا ماليا خاصا لتحقيق أهدافها، من خلال الدفع بأشخاص في وضعية إعاقة وشيوخ ونساء كأذرع بشرية قبضوا الثمن سلفا لإثارة الرأي العام المحلي والوطني والدولي. ويسعى كبار المهربين المتضررين من الإجراءات الجديدة التي اعتمدت بالمعبر الحدودي، من خلال فتح معبر "طارخال 2" وتقنين عدد الدخول بالنسبة لممتهني التهريب المعيشي، لأن إجراءات كهذه أضرت بمصالحهم وبعدد السلع التي يرغبون في تهريبها، هذا إلى جانب صرامة المراقبة والتفتيش الجمركي، يسعون إلى افتعال هذه الأحداث وتضخيمها، ومحاولة الترويج لها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى تنظيم وقفات احتجاجية للضغط على السلطات المحلية بعمالة المضيقالفنيدق لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا.