اندلعت حرب كلامية بين السلطات الاستعمارية بمدينة سبتةالمحتلة ونظيرتها بعمالة المضيقالفنيدق منذ بداية الأسبوع الجاري، وذلك بعد إغلاق المعبر الحدودي باب سبتة. وهكذا خرجت مندوبية الحكومة الإسبانية بالثغر المحتل بتصريحات صحافية تناقلتها الصحافة المحلية الإسبانية، تدعي فيها أن قرار الإغلاق النهائي لمعبر باب سبتة قامت به السلطات الأمنية المغربية، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات الميدانية وتصريحات المسؤولين المغاربة أن السلطات الأمنية الاسبانية بباب سبتة هي من اتخذت قرار إغلاق المعبر الحدودي الوهمي بشكل انفرادي ودون إشعار أو التنسيق مع الأجهزة المغربية، مما أحدث اضطرابا على مستوى المعبر الحدودي، حيث منعت السلطات الأمنية الإسبانية، منذ الساعات الأولى لصباح يوم الاثنين 23 أكتوبر الجاري، ممتهنات وممتهني التهريب المعيشي من ولوج المعبر الحدودي الوهمي باب سبتة. وبحسب مصدر مسؤول بعمالة المضيقالفنيدق، فإن قرار السلطات الاستعمارية بالثغر المحتل إغلاق المعبر الحدودي جاء على خلفية الإضراب الذي يخوضه أصحاب المحلات التجارية وأصحاب مستودعات تخزين السلع بالفضاء التجاري «طاراخال»، حيث دخل الإضراب أسبوعه الثالث على التوالي، وذلك احتجاجا على الرفع من الرسم الضريبي الذي أقرته بلدية سبتةالمحتلة. وأضاف المصدر، أنه وعلى الرغم من الاجتماعات التي عقدها مسؤولو بلدية سبتةالمحتلة ومندوبية الحكومة المركزية مع الجمعيات المهنية والنقابات القطاعية بالفضاء التجاري طارخال، فإن حالة الاحتقان مازالت مستمرة بين الطرفين، مما دفع بالجمعيات إلى مواصلة الإضراب الذي دخل منعرجا خطيرا، حيث دفع بالسلطات الأمنية الإسبانية إلى استصدار قرار الإغلاق النهائي لمعبر «طرخال» في وجه حركة السير والجولان من وإلى المدينةالمحتلة، ومحاولة إلصاقها بالطرف المغربي. وأبرز المصدر أن تصعيد الجمعيات المهنية بمدينة سبتةالمحتلة تزامن مع النقص الحاد في العناصر الأمنية بالثغر المحتل، بسبب نقل أغلبهم إلى منطقة كاطالونيا التي تعرف توترا وأزمة سياسية غير مسبوقة، الشيء الذي جعل الإجراءات المتخذة على الجانب الاسباني بمعبر باب سبتة بطيئة واستثنائية، حيث تم تسجيل مشاكل تنظيمية بسبب لجوء المصالح الأمنية الاسبانية إلى تشديد المراقبة ومنع دخول عدد كبير من سكان مدن الشمال الذين يمتهنون التهريب المعيشي، هذا دون الحديث عن التصرفات المشينة لبعض عناصر الحرس المدني التي ينتج عنها احتقانات في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، والتي تؤثر سلبا على انسيابية عملية العبور مما يؤدي أحيانا إلى وقوع أحداث خطيرة ومؤسفة.