تباحثت رئيسة مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، فاطمة الحساني، بحر الأسبوع الجاري، مع سفيرة كنداالمتحدة المعتمدة لدى المغرب، نيل ستيوارت "Nell Stewart"، حول سبل تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين في إطار التعاون اللامركزي. ويندرج هذا اللقاء الذي حضره عن مجلس الجهة محمد بوهريز، نائب الرئيسة المكلف بالتعاون الدولي ومغاربة العالم، وعن الجانب الكندي، المستشار السياسي بالسفارة الكندية، بيل ماك كريمون، في إطار انفتاح مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة على محيطه الخارجي وتسويقه لتراب الجهة عبر الترويج والتعريف بالمؤهلات المتعددة والمتنوعة وفرص الاستثمار الواعدة التي يوفرها . وأعربت الحساني؛ في هذا اللقاء عن أملها في ان تشكل الزيارة التي تقوم بها السفيرة لجهة طنجةتطوانالحسيمة فرصة مواتية لزيادة تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين منذ قرابة ستة عقود من الزمن، لتمتد الى الجماعات الترابية للبلدين ولاسيما الجهات في المجالات التي تحظى باهتمامها المشترك. وذكرت الحساني بالتقدم الذي قطعته بلادنا على مستوى تعزيز تجربتها اللامركزية التي انطلقت منذ بداية الستينات ،والتي تعززت باعتماد المغرب بموجب دستور 2011، لنموذج الجهوية المتقدمة مع ما منحته للجهات من اختصاصات متنوعة. وفي هذا الاطار؛ استعرضت الحساني جملة من المشاريع لاسيما المهيكلة منها التي نفذها المجلس خلال هاته الفترة الانتدابية التي تشارف على الانتهاء، والتي تروم تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين جاذبية التراب، وفي مقدمتها إحداث مناطق للانشطة الاقتصادية والصناعية بتراب الجهة في إطار من العدالة المجالية؛ بما يسمح بجذب الاستثمار وبالتالي خلق مناصب الشغل وتحسين ظروف عيش الساكنة، مبرزة أن هاته المناطق انضافت الى مناطق صناعية واخرى حرة متواجدة بالجهة. ومن أجل دعم هذه الدينامية، تقول الحساني، فقد أولى المجلس، اهتماما كبيرا لمجال التكوين وتأهيل العنصر البشري، من خلال المساهمة في إنجاز مشروع مدينة المهن والكفاءات، إضافة إلى إحداث مراكز جديدة للتكوين المهني. وبعد ذلك تطرقت الى قطاعات أخرى تحظى باهتمام المجلس وتدخل في صلب اختصاصاته الذاتية مثل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي أكدت أنه يشكل رافعة هامة لتحقيق التنمية المستدامة والمندمجة التي يسعى المجلس لبلوغها ، وكذا من أجل تحقيق التمكين الاقتصادي للفئات الهشة ولاسيما في العالم القروي، وفي مقدمتها النساء. وتابعت الحساني، بأن مجلس الجهة يولي أهمية خاصة لقضايا البيئة ومكافحة التغيرات المناخية مذكرة باحتضان الجهة لمؤتمر الأطراف المتوسطي "ميد كوب –المناخ" سنة 2017، والذي كانت من مخرجاته إحداث دار المناخ المتوسطية التي تعنى بقضايا البيئة ومحاربة التقلبات المناخية بالحوض المتوسطي. وخلصت الحساني، إلى استعداد المجلس لربط شراكة مع إحدى الوحدات الترابية المماثلة في جغرافيتها ومؤهلاتها المختلفة لجهة طنجةتطوانالحسيمة بما يساهم في إغناء تجارب الوحدتين الترابيتين بالبلدين ، ويعود بالنفع على ساكنتها في إطار احترام جملة من المبادئ المشتركة وفي مقدمتها احترام كرامة الإنسان والمساواة وتكافؤ الفرص وغيرها. من جانبها، أعربت السفيرة الكندية، نيل ستيوارت، عن إعجابها الكبير بما تزخر به جهة طنجةتطوانالحسيمة، من مؤهلات ومشاريع ملكية مهيكلة، لا سيما ميناء طنجة المتوسط، الذي يعتبر أكبر مركب مينائي في أفريقيا، والمدينة الصناعية "محمد السادس – طنجة تيك"، فضلا عن الخط السككي فائق السرعة الذي يربط مدينتي طنجة والدار البيضاء. واعتبرت ستيوارت، أن هذه المشاريع، تمثل محفزا للاستثمارات الأجنبية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، التي تتمتع بموقعها الجيواستراتيجي الفريد المجاور للسوق الاوربية والمنفتح في ذات الوقت على القارة الافريقية، مبدية استعدادها التام بمجرد انتهاء جاءحةُ كورونا للعمل على تنظيم زيارات متبادلة بين رجال الاعمال بالبلدين وكذا زيارات للمستثمرين الكنديين للجهة. كما نوهت السفيرة الكندية؛ بالجاذبية السياحية التي تحظى بها أقاليم الجهة وتنوع مؤهلاتها وطابعها الحضاري العريق وغناها الثقافي فضلا عن ما تتميز به مدينة طنجة من مؤشرات عالية لجودة الحياة، مما يؤهلها لجذب الأجانب فوق ترابها. وأشارت استيوارت في الختام، إلى الاهتمام الكبير الذي توليه بلادها في سياستها الخارجية، لموضوع المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين ،عبر الحرص على دعم المبادرات المحلية التي تصب في خانة تشجيع وصول النساء لمواقع القرار وكذا تيسير التمكين الاقتصادي للنساء .