مركز الأميرة للا مليكة لتكوين المتطوعين وأطر الصحة بمدينة تطوان يناقش "تطبيق القانون الدولي والإنساني على المستوى الوطني" احتضنت قاعة العروض والتكوين بمركز الأميرة للا مليكة لتكوين المتطوعين وأطر الصحة بمدينة تطوان التابع لمنظمة الهلال الأحمر المغربي اليوم الأربعاء 19 يوليوز 2017، ندوة تكوينية حول موضوع "تطبيق القانون الدولي والإنساني على المستوى الوطني".
اللقاء شارك فيه ثلة من أبرز المتخصصين الدوليين في هذا المجال كالأستاذ عمر المكي رئيس قسم الخدمات الاستشارية باللجنة الدولية للصليب الأحمر في شما إفريقيا، والأستاذ محمد البزاز أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بمكناس وعضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، والدكتور شريف عتلم خبير لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي.
هذه الندوة التكوينية التي استفاد منها مجموعة من أطر جمعية الهلال الأحمر المغربي وطلبة المعهد وممثلين عن أطر القطاع الصحي والجسم الصحفي بمدينة تطوان، كانت في مستوى تطلعات المنظمين والمستفيدين اعتبارا للمستوى الجيد للمكونين وأهمية وثراء المعلومات التي قدمت خلالها، وهو أمر توقعه الدكتور محمد السوعلي مدير المركز خلال كلمته التقديمية والذي أكد أيضا أن مركز الأميرة للا عائشة بشكل خاص وتطوان بشكل عام قد تشرفت باحتضان هذا اللقاء التكويني الدولي اعتبارا لقيمته العلمية وطبيعة الأساتذة المتدخلين المشاركين فيه، والمشهود لهم بالكفاءة دوليا. من جهتها أشارت الأستاذة فريدة الخمليشي رئيسة اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني في كلمتها أن اللجنة الوطنية تتوخى من وراء تنظيم هذه الندوة التكوينية إلى تحقيق عدد من الأهداف ومن بينها توجيه مزيد من الاهتمام بميدان القانون الدولي الإنساني وتمكين المستفيدين من أطر جمعية الهلال الأحمر والقطاع الصحي وممثلي المجتمع المدني والجسم الصحفي، من استيعاب أفضل لمبادئ وقواعد هذا القانون وضبط آليات تنفيذه وتأهيل مختلف هؤلاء الفاعلين من أجل المساهمة في توسيع نطاق نشر القانون الدولي الإنساني وتحسين شروط تطبيقه على الصعيد الوطني بما يتماشى مع التعهدات الدولية للمغرب في هذا الصدد. و اعتمدت مداخلات المكونين تدرجا منطقيا في تزويد المشاركين بالمعلومات المتعلقة بالقانون الدولي والإنساني لتمكينهم من فهم أشمل لماهية هذا القانون وآليات تطبيقه والإكراهات المحيطة بهذا التطبيق على المستوى الدولي، حيث ركز القاضي عمر مكي على تقديم تعريف بالقانوني الدولي الإنساني وتطوره وعلاقته بحقوق الإنسان.
وتوقف ذات المتحدث عند التمييز بين النزاعات الدولية وغير الدولية وكذا التوترات الداخلية، مشيرا للعمل الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ن أجل إنزال هذه القوانين على أرض الواقع.
من جهته أوضح الأستاذ محمد البزاز في مداخلته نوعية الأشخاص والأماكن المشمولة بحماية القانون الدولي الإنساني في مقارنة بين النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية.
وختم مداخلات هذه الندوة التكوينية الأستاذ القاضي شريف عتلم الذي تكفل بملامسة محور احترام وإنفاذ القانون الدولي الإنساني على الصعيد الوطني. المتدخلون الثلاث، وعلى الرغم من الطابع القانوني المتخصص للموضوع، وانسجاما منهم مع طبيعة تخصصات المستفيدين من الدورة التكوينية الذين ينتسبون لمجال التطوع الاجتماعي والخدمات الصحية وقطاع الإعلام عملوا على ملاءمة تدخلاتهم لطبيعة المتكونين، وعملوا على إدراج مجموعة من أمثلة من مختلف بؤر التوتر التي يعيشها العالم حاليا، والاستشهاد بأحداث أخرى لتقريب المشاركين أكثر من مفاهيم تطبيق القانون الدولي الإنساني وماهيته ومراحل تطوره ومختلف الإكراهات السياسية والقانونية المحيطة به، وقد كانوا موفقين للغاية في هذه المهمة ولا أدل على ذلك مستوى النقاش الذي تلي كل مداخلة والاهتمام البالغ الذي أبداه المستفيدون من الندوة التكوينية خلال مختلف مراحل هذا اليوم التكويني الناجح.