قال الدكتور أحمد الفراك، أستاذ جامعي بكلية أصول الدين بتطوان، في تصريحه لبريس تطوان، “إن موضوع كورونا ساهم في مراجعة مجموعة من النظريات الفلسفية التقليدية المنتشرة في العالم، وكأنها مسلمات.” وأفاد الدكتور الفراك، أنه من بين هذه النظريات الفلسفية التي تم مراجعتها، نظرية الإنسان سيد الكون، حيث أنه من خلال هذا الفيروس الصغير تبين أن الانسان ليس سيد الكون بل ضيف فيه،ومهدد بمغادرة الكون في أية لحظة. وأضاف المتحدث، أن النظرية الثانية التي تمت مراجعتها، هي صراع الحضارات، حيث أنه على خلفية ما راج في نهاية القرن العشرين أن الانسان مقبل على صراع الحضارات، تبين العكس ، مؤكدا أن الانسان غير مستعد لهذا الصراع وأنه مدعو إلى مراجعة فلسفة الصراع من جذورها، والانخراط في فلسفة الدفاع عن المشترك، يعني كيان الانسان ووجوده المهدد في كل لحظة بالطرد من الطبيعة. وأشار ذات المتحدث في حديثه لبريس تطوان، إلى الفلسفة الوضعية التي كانت ترى بأن العلم استطاع أن يصل إلى مستوى من التقدم الذي حاز بموجبه القدرة على الإجابة على كل الأسئلة التي يطرحها الانسان، فقد تبين الآن أن العلوم لا تزال في حاجة إلى تطوير وإلى تقدم، وأن الطب المعاصر عاجز كليا عن معالجة فيروس صغير. وأورد الدكتور الفراك، أن هذا الفيروس اليوم هو بمثابة تنبيه للإنسان لكي يراجع علاقته بالطبيعة، التي ينبغي أن تبحث عن التوافق والانسجام، لا أن تكون علاقة مواجهة وتحدي وسيطرة، وبالتالي هي مراجعة جلية للنظريات التي ترى أن الانسان استطاع أن يتحكم في الطبيعة وأن يوجهها لصالحه.