حددت غرفة الجنايات بمدينة تطوان يوم الجمعة 16 من الشهر الجاري موعدا للجلسة الثانية من محاكمة المدون محمد دواس، مدير موقع الفنيدق أون لاين ومؤسس مجموعة ويكيليكس الفنيدق . وانعقدت الجلسة الأولى للمحاكمة بعد زوال يومه الخميس 8 سبتمبر، في ظل حضور مجموعة من المدونين ونشطاء الانترنت الذين توافدوا من المناطق القريبة لدعم المدون المعتقل والمطالبة بإطلاق سراحه الفوري، معلنين رفضهم للزج بزميلهم في قضايا جنائية بسبب نشاطه على الانترنت ومناهضته للفساد. وكان ألقي القبض على المدون محمد دواس يوم الاثنين 05 سبتمبر الجاري من إحدى مقاهي مدينة الفنيدق محل إقامته وتم اقتياده للدائرة الأمنية الرابعة، حيث أخبر عائلته وهيئة دفاعه عن تعرضه للتعذيب لدى الشرطة القضائية التي قامت بإجباره على توقيع محاضر مُنع من الإطلاع على مضمونها، ونسبت له اعترافات أنكر أن يكون قد أدلى بها حسب ما صرح به لدى وكيل الملك. وتنبني المحاكمة على شهادة قديمة لمدان بالاتجار في المخدرات، سبق وصرح للشرطة لدى القبض عليه سنة 2008 بكون محمد دواس أحد مزوديه بالمخدرات الصلبة التي يقوم بتهريبها من مدينة سبتة المجاورة، بينما يصرح الأستاذ البشتاوي عبد الصادق الذي يؤازر المدون رفقة خمسة من المحامين، بأنه لم يقم بتجديد جواز سفره منذ العام 2000 مما يعني استحالة دخوله مدينة سبتة، وبكون هيئة الدفاع تحتفظ بنسخة من تسجيل للمدان المذكور لدى اتصاله بمحمد دواس يعتذر فيه عن إقحام اسمه زورا في اعترافاته، ويتسائل الأستاذ البشتاوي عن سبب عدم اعتقال دواس في تاريخ ذكر اسمه، مرجحا أن يكون السبب الحقيقي لاعتقال المدون محمد دواس في هذا الوقت هو نشاطه الافتراضي على شبكة الانترنت ومناهضته للفساد، خصوصا وأن اعتقاله يأتي بعد تطرقه لعدد من الملفات التي تكشف تورط عدد من مسؤولي المنطقة في قضايا فساد، بينما أباطرة المخدرات المعروفين لا يزالون طلقاء. ويضيف الأستاذ البشتاوي والذي هو رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان بأن المحاكمة تفتقر لشروط العدالة وبأن القضاء يفتقد الجرأة للتحقيق فيما ورد في محاضر الشرطة القضائية التي تضمنت اعترافات ملفقة للمتهم الذي وقعها تحت العنف والتدليس، وهو ما يفسر رفض المحكمة لطلب تقدمت به هيئة الدفاع لاستدعاء عميد الشرطة القضائية الذي حرر محضر الاتهام للشهادة. وقد انخرط عدد كبير من المدونين ونشطاء الانترنت وأولهم أعضاء مجموعة ويكيليكس الفنيدق في حملة تضامن واسعة مع المدون محمد دواس، معلنين عزمهم إطلاق أشكال احتجاجية من أجل إطلاق سراحه، وبدورها ستنخرط جمعية المدونين المغاربة في حملة التضامن تفعيلا لدورها في حماية المدونين ودعمهم.