قال فارس حمزة عميد الكلية المتعددة التخصصات بتطوان إن أهم ما يميز الموسم الجامعي الجديد هو الانضمام الرسمي لمدينة الحسيمة لجهة طنجةتطوان، و معه استقبال الكلية المتعددة التخصصات للطلبة الجامعيين لمدينة الحسيمة، التي أصبحت رافدا من الروافد الجغرافية للكلية إلى جانب أربعة روافد أخرى ثابتة. الموسم الجامعي..صفيح ساخن
ووصف حمزة في حوار خص به جريدة "بريس تطوان" أعداد الطلبة الوافدين على الكلية ب"المهول"، وهو ما سيجعل من الدخول الجامعي الحالي بالكلية "دخولا ساخنا جدا" بحسب تعبير العميد بالنظر للأرقام و المعطيات المتوفرة.
و كشف ذات المتحدث أنه من المنتظر أن تستقبل الكلية هذه السنة حوالي 19 ألف طالب مع العلم أن الكلية لا يمكن أن تستقبل أكثر من 13 ألف طالب الذي هو في الأساس رقم يفوق طاقتها الاستيعابية، التي لا تتجاوز 9 ألاف طالب، وهو ما سجعل 10 الاف طالب بدون مقعد، وهو ما سيدفعنا بحسب فارس حمزة دائما إلى البحث عن "حلول ترقيعية" لحل هذا المشكل وهو أمر لا يقبله "العقل و المنطق"
و أوضح ذات المتحدث أن هذا الأمر يزداد تعقيدا خاصة و أنه لم يتم بناء أي مدرج جديد بالكلية على الرغم من الوعود التي قدمتها وزارة التعليم العالي منذ سنة 2013 ببناء مدرج جديد وهو ما لم يتم الشروع في إنشائه حتى الآن، "ليبقى الحال على ما هو عليه"، يقول حمزة.
المهمة المستحيلة
و أشار العميد إلى أنه نبه مرارا وتكرارا إلى مشكل الاكتظاظ حتى قبل وقوع هذا المشكل الذي يأتي نتيجة قرار "ارتجالي" بضم طلبة الحسيمة إلى تطوان على الرغم من الحل الذي تم اقتراحه من قبل و الذي يقضي بتخيير طلبة الحسيمة بين ثلاث كليات تابعة لجامعة عبد المالك السعدي بكل من تطوان و طنجة و العرائش، بالنظر إلى أن طلبة مدينة الحسيمة يفضلون متابعة الدراسة بتطوان على العرائش و طنجة، وهو نبهت إليه في اجتماع سابق وهو ما وقع بالفعل بحسب فارس حمزة دائما، و قد استقبلت الكلية من مدينة الحسيمة وحدها 1800 طالب، بما سينعكس سلبا حتى على استقبال الكلية للطلبة خلال الموسم الجامعي المقبل، مما يجعلنا أمام "مهمة مستحيلة"، و ضرورة التفكير من طرف الوزارة الوصية و رئاسة الجامعة في حلول جذرية لها الوضع الذي لا يقبل الانتظار معه لسنة أو سنتين.
فارس حمزة.."رجل المهمات الصعبة"
و عن رؤيته للحلول الممكنة لمشكلة الاكتظاظ بالكلية دعا فارس حمزة إلى ضرورة بناء كلية متعددة التخصصات بمدينة الحسيمة في السنوات القليلة المقبلة باعتباره سيكون حلا مقبولا لتخفيف الضغط على تطوان التي لم تعد قادرة على استيعاب كل الروافد الجغرافية الخمسة.
و في جوابه عن سؤال حول طريقة تدبير إدارة الكلية لهذا المشكل بعد أن أصبح أمرا واقعا، قال فارس حمزة "أنا رجل المهمات الصعبة، أقولها و أفتخر بها بعد واجهتني صعاب كثيرة وواجهتها و الحمد لله بحكمة و تبصر"، مؤكدا أنه سيعمل رفقة أطر الكلية على رفع التحدي و "سنتحمل المسؤولية و لن نتهرب منها".
الماستر..اللبس و الاكراهات
وحول اللبس الذي وقع عند كثرين حول افتتاح سلك الماستر في شعبة القانون و سائل الإعلام هذا الموسم الجامعي من عدمه بعد التصريح الذي سبق و أن أدلى به في وقت سابق ل"بريس تطوان"، صرح حمزة أنه كان من المزمع افتتاح هذا المسلك خلال الموسم الجامعي الحالي إلا أن هناك عوامل حالت دون ذلك و من أهمها اعتذار عدد من الأساتذة المتخصصين في المجال الذين كان من المنتظر أن يؤطروا هذا المسلك، و نحن ما نطمح إليه بالأساس هو أن يكون التكوين في هذا المسلك ذا جودة و أن لا نشتغل بمنطق "غير باللي عطا الله"، لا سيما و أن مدة اعتماد هذا الماستر بالكلية هي خمس سنوات.
سؤال الملاحي..و دار لقمان
و في سياق حديثه عن انفتاح الكلية المتعددة التخصصات على محيطها الخارجي شدد العميد على أن الإدارة الجديدة للكلية و منذ سنتين وهي منفتحة على مختلف ألوان الطيف السياسي بالجهة، و"هو ما دفعني للاتصال بعدد من البرلمانيين و إطلاعهم بالوضع بغض النظر عن انتمائهم السياسي، و من بين ثمار ذلك طرح البرلماني عن دائرة تطوان محمد الملاحي لهذا الملف بالبرلمان، و الذي نبه في حينها إلى مشكل الاكتظاظ الذي تعانيه الكلية، و إن "بقية دار لقمان على حالها" يردف العميد.
أين وصلت المنحة الاجتماعية؟
و بخصوص المنحة الاجتماعية للطلبة أكد حمزة أن قرار صرف هذه المنحة هو ليس بيد جهة طنجةتطوانالحسيمة و ليس بيد الجامعة خاصة بعد تغير القائمين على الجهة الذين ربما أعطوا للمسألة بعدا سياسيا إلى حد ما بعد أن "كانت لنا رؤية اجتماعية مائة بالمائة لهذه المنحة، و لكن مجلس الجهة له رأي آخر، في ظل وجود تيارات سياسية مختلفة داخل مجلس الجهة المنتخب"، يوضح فارس حمزة.
و لفت ذات المتحدث إلى أن جهة طنجةتطوانالحسيمة وعدت برصد 5 مليار سنتيم بعد أن كانت 3 مليارات سنتيم كمنحة اجتماعية، و ألمح العميد إلى أنه من المنتظر أن يتم صرف المنحة الاجتماعية خلال شهر أكتوبر على أبعد تقدير.
و دعا فارس حمزة الحكومة التي ستفرزها الاستحقاقات الانتخابية المقبلة إلى إيلاء الأولوية للكلية المتعددة التخصصات بتطوان التي تحتاج إلى الآن إلى عناية خاصة.