يُعتبر “رياض العشاق” في مدينة تطوان، من المعالم التاريخية المهمة التي ترجع إلى الفترة الإسبانية، وهو أيضا من الساحات المتميزة جدا في شمال المغرب، نظرا لهندسته المعمارية الأندلسية وجمعه بين خضرة الحديقة وزرقة مياه النافورات. حسب عدد من المؤرخين التطوانيين، فإن بناء هذه المعلمة الجميلة تعود إلى فترة الثلاثينات من القرن الماضي، وقد تم بنائها في عهد الجنرال الإسباني أوركاس، وصُممت على شاكلة رياض القصور التي اشتهرت بها مدن الأندلس خلال الحقبة الإسلامية. وتتعدد مميزات هذه الساحة، فهي مكان للتنزه والجلوس، والاستمتاع بخضرة الأعشاب والنباتات وألوان الأزهار، والاستماع إلى خرير المياه المتدفق من النافورات، ومكان للقاء الأصحاب والأحباب. وبلغت هذه الساحة إلى مجدها خلال فترة الأربعينات والخمسينات، أي خلال التواجد الإسباني بالمدينة، حيث كانت تلتقي الأسر الإسبانية في نهايات الأسبوع بهذه الساحة ويبدأون في تبادل الحديث والتنزه بين حدائقها، ومشاهدة الأسماك وهي تسبح في أعماق النافورات. هذا الماضي المجيد للساحة بدأ يندثر شيئا فشيئا بعد الاستقلال، حيث تعرضت مرارا للتخريب، وتوقفت نافورتها عن دفق الماء، واختفت الأسماك، وتحولت في بعض الفترات إلى مرتع للمجرمين والمنحرفين. ويرى عدد من المهتمين بالشأن المحلي، أن الجماعة الحضرية لتطوان، يجب أن تعيد النظر في التعامل مع هذه الساحة وإدخال إصلاحات عليها لإعادتها إلى مجدها السابق.