"عن العشاق سألوني" هي أغنية من روائع سيدة الطرب العربي أم كلثوم، تغنت بها في وقت إذا سألت فيه عن العشاق في تطوان، لا تجد فيه إلا جوابا واحدا "رياض العشاق"، وهو الاسم الرسمي المرادف لساحة "مولاي رشيد". تم تشييد هذا الفضاء في أواخر ثلاثنيات القرن الماضي، بأمر الجنرال الإسباني "أوركاس" إبان فترة الإستعمار الإسباني، لتتشكل بعد ذلك معالم حديقة غناء، استقطبت أدباء ومثقفين وعموم ساكنة مدينة "الحمامة البيضاء". وتتواجد الحديقة في تخوم أسوار المدينة القديمة، استمد معماريوها الطابع الأندلسي في بناء حدائقها المكسوة بالورود على جنبات برك الماء، العامرة بالأسماك، بالإضافة للحيوانات الأليفة، والطيور الرنانة، وحتى القردة، أجواء يصفها مؤرخون بتطوان، أنها كانت جاذبة لزوار المدينة، و كانت قبلة للمحبين و العاشقين، و مرآة للشعراء آنذاك. محمد الحبيب الخراز باحث خبير في تاريخ مدينة تطوان، يقول إن الحديقة في ذلك الوقت كانت مسرحا للعروض الموسيقية الأندلسية و "الفلامنكو"، تغنى بألحانها التطوانيون خلال الأعياد و الحفلات. خلال جولاتك بالحديقة، يمكن أن تلتقي بالعديد من الوجوه القديمة التي بصمت على حضورها المستمر في هذا الفضاء منذ إنشائه، أمثال "الحاج عبد السلام"، الذي لا يخفي لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، ارتياحه للالتفاتة التي قام بها المسؤولون نحو "رياض العشاق"، بعد طول إهمال. "لقد أعاد إليها المسؤولون بعضا من جاذبيتها القديمة"، يوضح هذا الرجل الثمانيني الذي قضى سنوات طويلة من حياته مهاجرا في الديار البلجيكية، قبل أن يسترسل مازحا "الشيء الذي ينقص الحديقة هو القردة ورقصاتها الماتعة". ورغم الارتياح الذي يبديه غالبية سكان تطوان، من هذه الالتفاتة التي حظيت بها الساحة، إلا أن المؤرخ الحبيب الخراز، يرى أن عمليات التهيئة التي خضعت لها، لم تراعي خصوصيتها المعمارية التي تنسجم مع طبيعة مدينة تطوان. ويشير المتحدث، إلى أن "هذه الإصلاحات بدأت تتعرض في الفترة الأخيرة للاندثار بفعل الإهمال، إذ ستتوقف النافورة عن الاشتغال، كما أن الزليج الأندلسي الذي كان يزين وسطها سوف يتلاشى"، مطالبا الجهات المسؤولة، بإيلاء عناية أكثر لهذه الساحة التي تشكل إرثا تاريخيا ومعلمة حضارية تفتقر بها مدينة تطوان.