تحولت ساحة الفدان الجديد بمدينة تطوان، منذ افتتاحها في السنوات الأخيرة، إلى ملاذ للتطوانيين في المواسم وأيام العطل، وبالخصوص في الأعياد، مثل اليوم الذي يتزامن مع عيد الأضحى المبارك. ويُقبل التطوانيون بكثافة في هذا اليوم بهذه الساحة، حيث يتبادلون التهاني والتبريكات، ويستريحون من تعب ومشقة اليوم الذي مرّ في ذبح الأضحية وتقطيعها وطهييها. وترجع هذه العادة عند التطوانيين التي ارتبطت بساحة “الفدان” إلى عقود طويلة، وبالضبط خلال الفترة الاستعمارية عندما بنت السلطات الاسبانية ساحة الفدان في المكان الذي يوجد عليه القصر الملكي حاليا فصار منذ الأربعينات ملاذا لسكان الحمامة البيضاء. الحسن الثاني كان له رأي آخر وأمر بهدم هذه الساحة التي كانت من رموز المدينة، بسبب ما قيل أنذاك انتقام الحسن الثاني من التطوانيين بسبب خروجهم في مظاهرات حاشدة ضد الوضع الذي كانت تسير عليه البلاد، فانهالت عليها المعاويل في منتصف الثمانينات وانتهت ساحة الفدان، وبقي بعدها الإسم فقط. الفدان الجديد كان مبادرة الملك محمد السادس، الذي انتهج سياسة إصلاح أخطاء الماضي، فأعاد للتطوانيين “فدانهم” لكن في مكان آخر، وهو بنفس تفاصيل وهندسة المعلمة السابقة. اليوم يسترجع التطوانيون عادتهم القديمة في قضاء أمسيات العيد في هذه الساحة، التي ستتحول يوما ما إلى رمز من رموز هذه المدينة.