قدمت المطربة والملحنة التطوانية سلوى الشودري عرضا فنيا مساء يوم السبت 22 يونيو الجاري بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى. وقد تخلل هذا الحفل الذي نظمه منتدى الفكر والثقافة والإبداع بمسرح محمد شكري التابع لتيكنوبارك طنجة، حوارا أدارته الشاعرة الطنجاوية جليلة الخليع، تمحور تجربة سلوى الشودري كمطربة وملحنة من جهة، ومن جهة أخرى كباحثة في الموسيقى، وتحديدا في الموشحات الأندلسية. حديث أضاء لمحبي أعمال ضيفة المنتدى الظروف التي حفزتها لاقتحام الغناء العربي بعد عراقيل ذاتية محضة اختزلتها سلوى في الالتزام الديني والانتماء إلى الأسرة المغربية المحافظة، إضافة إلى افتراضها آنئذ أن “دخول غمار الاحتراف يفرض على الفنان نسيان الحياة، إهمال الأسرة والعائلة، والابتلاء بهوس الشهرة والنجومية، وهذا أمر متعب، تقول سلوى الشودري، ناهيك عن التنازلات الكثيرة التي يجد الفنان فيها نفسه خاضعا، وهذا ما أرفضه دائما، خاصة وأني لم أغني لأجل يوما لأجل المال أو الشهرة “. الحوار تناول أيضا محطات مهمة من الحياة الفنية لسلوى الشودري، حيث تحدث بإيجاز عن بداياتها الفنية التي كانت دائما تقدمها لصالح فئات هشة في المجتمع، معرجة على الجوائز والتكريمات التي حظيت بها كفنانة وكفاعلة جمعوية في الآن نفسه، ومن ثم عن مشاركاتها خارج البلاد من قبيل غنائها فوق مسرح دار الأوبرا وغيره، ومشاركاتها كباحثة في عدد من الملتقيات الدولية.. عشاق سلوى الشودري الذين ملؤوا قاعة المسرح استمتعوا خلال هذا اللقاء بقصائد لحنتها وغنتها بإحساس عال وصوت قوي، على الرغم من المرض العضال الذي ألم بها مؤخرا، والذي تتعالج منه لحد الآن، وتجاوبوا معه بالصمت المتماهي مع صوتها الشجي سواء حين غنت أغانيها الرائعة، خاصة منها تلك التي تتغنى بالعشق الإلهي التي أمطرت جمهور طنجة عشقا، أو حين غنت من ربيرتوار الطرب العربي الأصيل.