في نطاق احتفائها بالإصدارات الجديدة، وتشجيعها للباحثين بجد واجتهاد في قضايا التراث الأندلسي، خصصت ندوة زمزم الجمعية جلستها المنعقدة يوم الجمعة المنصرم لكتابين حديثي الصدور للباحث الأستاذ الدكتور محمد العمارتي. * أولهما عن المستعرب إميليو غارثيا غوميث (1905 1995) الصادر ضمن سلسلة كتاب المجلة العربية السعودية. * وثانيهما بعنوان الأندلس برؤى استعرابية/ دراسة في جهود المستعربين الإسبان المهتمين بالتراث الأندلسي، الصادر عن دار الكتب العلمية ببيروت؛ وهو في الأصل أطروحة جامعية نال بها الباحث شهادة الدكتوراه مع توصية بالطبع من كلية الآداب/ جامعة عبد المالك السعدي بتطوان. وبعد كلمة الافتتاح والترحيب لراعي الندوة فضيلة العالم الجليل الدكتور حسن الوراكلي، استمع الحضور للقراءة الأولى التي أعدها الدكتور محمد المرابط ( باحث في الاستعراب الإسباني ومترجم لعدة أعمال إسبانية) والتي تناول فيها بالمناقشة والتعليق جملة من القضايا الفكرية التي زخر بها الكتاب الأول، داعيا إلى ضرورة إخضاع تراث غوميث للنقد والتمحيص. واضطلع بالقراءة الثانية المخصصة للكتاب الثاني أستاذ الفلسفة والباحث في التراث الأندلسي والفكر الإسباني الحديث محمد بلال أشمل، معتبرا الكتاب موضوع قراءته حلقة ذهبية في سلسلة الإسبانيات المغربية، ثم انبرى عقب ذلك لتتبع ما حفل به من أفكار وآراء، مقدما بعض الملاحظات والاقتراحات التي من شأنها إغناء مضمونه. وعقب ذلك، عرفت الجلسة مداخلات قيمة في موضوع الاستعراب وصلته بالتراث الأندلسي للأساتذة الدكاترة: عبد العزيز السعود، جعفر ابن الحاج السلمي، مصطفى بنسباع، حسن الغشتول، جمال علال البختي، نزار التجديتي، إدريس بوهليلة، رشيد المصطفى. وأبى الدكتور محمد العمارتي في تعقيبه، على القراءتين وباقي المداخلات، إلا أن يعرب أولا عن امتنانه لراعي الندوة الذي شرفه بالجلوس إلى علماء وباحثين يعتز بعلو كعبهم العلمي، وينوه ثانيا بجميع الملاحظات البناءة التي ستغريه بمزيد من البحث والمثابرة لإنتاج أعمال جديدة تشرف البحث والمكتبة المغربيين.