نظم مركز أبي الحسن الأشعري التابع للرابطة المحمدية للعلماء والمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان لقاء تكريميا تحت شعار: «الكتابة التاريخية: إنصاف للمرجعيات وحفظ للتراث»، تضمن قراءات علمية لمؤلفات الباحث والمؤرخ التطواني "الدكتور عبد العزيز سعود" وذلك يوم الجمعة 25 رمضان 1437ه الموافق1 يوليوز 2016م، بقاعة المكتبة العامة، عرفت إقبالا كبيرا من لدن معارف المكرم ومحبيه ومن جمهور المثقفين والطلبة والباحثين. افتُتِح اللقاء بكلمة ترحيبية للدكتور جمال البختي رئيس المركز بالحضور والمحاضرين، بسط فيها برنامج اللقاء، وتوجه فيها بالشكر لمحافظ المكتبة العامة لتيسيره إقامة هذا النشاط الثقافي، ثم انتقل بعدها للتعريف بالمُكرّم؛ الدكتور عبد العزيز سعود. وقد قسم هذا اللقاء إلى فقرتين: فقرة المداخلات العلمية، وفقرة الشهادات: وهكذا ابتدأت الفقرة الأولى بكلمة للدكتور نزار التجديتي قدّم فيها مداخلة بعنوان: «أستاذ الجيل، ومؤرخ الحاضرة» تتبع فيها مسار المُكرّم من منظورين، المربي والمؤرخ.. ثم تناول الأستاذ مصطفى بنسباع كتاب «الزاوية» للتهامي الوزاني الذي راجعه المُكرّم ونشره، وبيَّن منهجية قراءة الدكتور سعود لهذا الكتاب الذي ربط فيه بين مقاربة الشخصية وتحليل بنيتها وإبراز خصوصياتها ووضعها في سياقها التاريخي.. كما تفضل الدكتور محمد المرابط بمداخلة ناقش فيها منهج البحث التاريخي عند الأستاذ المكرم من خلال كتابه "تطوان في القرن 18م: المجتمع والسلطة والدين"، مبينا أن الدكتور سعود تمكن في هذا الكتاب من عرض خصوصيات مدينة تطوان في إطار تاريخ المغرب.. وبعدها تدخل الدكتور إدريس بوهليلة بمداخلة عنوانها: "قراءة في كتاب: تطوان خلال القرن التاسع عشر: مساهمة في دراسة المجتمع المغربي" للمكرم، حاول فيها الإجابة عن ثلاث أسئلة رئيسة تخص جنس موضوع الكتاب، والقضايا التي عالجها المؤلف، وقيمة الكتاب وأهميته في بابه وموضوعه. كما تناول الدكتور محمد ياسين الهبطي في مداخلته كتاب: "إسبانيا والمغرب: علاقتهما الدبلوماسية خلال القرن التاسع عشر" لمؤلفه خيرينيمو بيكر، والذي ترجمه وقدم له المكرم. والكتاب في ثمانية عشر فصلا تغطي جميعها العلاقات الدبلوماسية التي ربطت إسبانيا والمغرب خلال الفترة المذكورة مع ما اعتراها من أحداث سياسية.. أما الفقرة الثانية الخاصة بالشهادات فقد ابتدأها الدكتور رشيد مصطفى بشهادة في حق أستاذه، واصفا إياه ب"الرجل المثال الأنموذج"، مستدلا على ذلك بالوقوف على أربعة زوايا جسدت شخصية الرجل: تربوية، جمعوية، ثقافية وسياسية.. الشهادة الثانية صاغها الدكتور محمد بن عياد في نص أدبي نثري أجمل فيه البدايات الأولى التي جمعته بالأستاذ المكرم، معبّراً عن رسوخ آثاره التربوية والعلمية في وجدانه، ومستدعيا كذلك بعض دروسه التي وصفها بأنها لم تكن في جغرافية التضاريس فحسب، بل كانت دروسا في جغرافية الأخلاق والوفاء والود والإخاء.. واختتمت الشهادات بخاطرة أدبية نثرية رائقة بعنوان: "هكذا أسميك" للأديب الفقيه الدكتور قطب الريسوني شهادة منه في حق من اعتبره (سادنا من سدنة التراث العربي) في تطوان وفي باقي الوطن العربي؛ وقد أسدل فيها على شخص المكرّم ما يستحقه من جميل المحامد والخصال.. ثم أخيرا أحيلت الكلمة إلى المحتفى به الدكتور عبد العزيز السعود؛ والتي ابتدأها بشكره العميق لمركز أبي الحسن الأشعري في شخص رئيسه الدكتور جمال علال البختي الذي أراد لهذا اللقاء أن يكون لقاء علميا بامتياز احتفافا بالعلم والمعرفة لا بالأشخاص والرجال، كما شكر جميع المتدخلين على اهتمامهم وإسهامهم في قراءة أعماله وتقويمها. ثم ذكر نتفا من مساره الدراسي والسياسي والجمعوي الذي أهله للاطلاع على جملة من الحقائق التاريخية لمدينته تطوان، انعكست جلها في كتاباته التاريخية ومداخلاته العلمية المتعددة في المنابر العلمية والثقافية بتطوان.. وفي كلمة ختامية لهذا اللقاء العلمي التكريمي، توجه رئيس مركز أبي الحسن الأشعري بالشكر والامتنان لكل من ساهم في إنجاحه.. وتوج هذا اللقاء بتقديم هدية رمزية عبارة عن درع تذكاري للمحتفى به.