من كبار علماء المغرب وزهاده و من أشهر متصوفيه يتصل نسبه بالحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ولد بقرية تجكان الغمارية عام 1865م-1295ه وبها نشأ وتعلم على شيوخها، فحفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم، فلما أيفع انتقل إلى القرويين مهد العلماء آنذاك فتلقى على يد كبار علمائها ومشايخها علوما كثيرة ومختلفة ومنها علم التصوف الذي برز فيه وتفوق. من فاس توجه إلى طنجة التي اختارها مستقرا ومسكنا له وأسس بها أسرة كريمة أنجبت العديد من العلماء الأفاضل الذين أصبحوا منارات علمية وفقهية في العالم الإسلامي، بعد ذلك تفرغ الشيخ لدروس الوعظ والإرشاد والتعليم التي عرفت إقبالا متزايدا من الواردين وأهل المدينة ما دفع الشيخ للانتقال من مقر الزاوية الحراقية بحي دار البارود إلى زاويته الخاصة هناك وذلك سنة 1909م-1327ه. كان الشيخ محمد بن الصديق عالما محققا حافظا للحديث وعلومه عارفا بتفسير القرآن الكريم مشاركا في جملة علوم وقته واشتغل بالتدريس وإصلاح العقول والنفوس بالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، كان له قدم راسخ بالفقه والأصول والكلام والتفسير والحديث والتصوف واللغة والنحو والبلاغة والمنطق. مارس الوعظ والخطابة بالمسجد الأعظم ثم مسجد القصبة سنوات طويلة إلى أن اعتزل ببيته بسبب مضايقات سلطات الاحتلال الفرنسي ومكائدها به إلى أن وافته المنية سنة 1935م-1354ه.