بتأطير من الدكتور توفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي المحلي بعمالة المضيقالفنيدق، والدكتور أحمد المطيلي، طبيب ومعالج نفساني، نظمت جمعية الحياة بالفنيدق بشراكة مع المجلس العلمي المحلي بعمالة المضيق، يوم الجمعة الماضي 26 فبراير 2016 ندوة علمية تحت عنوان " الغلو لدى الشباب: الدوافع الدينية، الإجتماعية والنفسية". وبما أن هذا هو النشاط الأول للجمعية بعد التأسيس، فقد كان الحضور مع كلمة تعريفية موجزة بالجمعية وأهدافها والدوافع وراء تأسيسها، ليفسح المجال بعد ذلك للدكتور توفيق الغلبزوري الذي تناول موضوع الغلو من جانبه الديني، مبرزا كيف أن الله عز وجل جعل النظام الكوني قائما على الوسط، لا تفريط ولا إفراط. كما تطرق لبعض مظاهر الغلو لدى الشباب وأجملها في عدم الإعتراف بالرأي الآخر، إلزام الناس بإختيار الأشد والأحوط من الأمور، الغلظة والخشونة في تبليغ الدعوة، سوء الظن بالناس، وصولا إلى التكفير والتفجير وإستباحة الدماء. وقد تطرق الدكتور الغلبزوري في معرض حديثه لأهم الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الغلو، من قبيل إهمال سنن الله في الكون (التدرج، الوسطية..)، وتضييق بعض الدول والحكومات على الفكر الوسطي المعتدل، والفهم الخاطئ لبعض أمور الدين كفقه الجهاد ومسألة الخروج على الحاكم وفقه تغيير المنكر، وختم مداخلته بإبراز أهمية المساجد والأئمة والمدارس في وقاية الشباب من الوقوع في مثل هذه الأمور. ولحساسية الموضوع وإرتباطه بشكل وثيق بما هو نفسي وإجتماعي، كان من اللازم تناوله من هذه الجوانب، وهذا ما حرص عليه الدكتور أحمد المطيلي الذي تطرق لموضوع الغلو من منظور الطب النفسي. وقد إستهل الدكتور المطيلي عرضه بإعطاء تعريف بسيط للغلو وربطه ببعض المصطلحات المعاصرة كالإرهاب والتطرف والتعصب، مبينا كيف أن الغلو ليس مستحدثا بل كان ملازما للإنسان والمجتمع والحضارة، كما ذكر بعض أسباب الغلو ولخصها فيما هو نفسي متعلق بالشخص، وماهو أسري، إقتصادي، ثقافي وسياسي. وفي ختام محاضرته إستحضر الدكتور المطيلي بعض مظاهر الغلو لدى الشباب، والتي منها ما هو باطني متعلق بالنوازع الداخلية للفرد، وما هو سلوكي يتجلى في بعض التصرفات الغريبة والخارجة على العادة للشخص. يذكر أن الندوة عرفت حضور مجموعة من الدكاترة والأساتذة والعلماء والوعاظ وأعضاء المجلسين العلميين المحليين بكل من تطوان وعمالة المضيقالفنيدق، فضلا عن مجموعة من ممثلي الهيئات الجمعوية بالفنيدق وأعضاء جمعية الحياة الأم بمرتيل، إلى جانب العديد من المهتمين بهذا المجال.