بقلم: حمزة البحري شعور مؤلم ذاك الذي يشعره المذنب في حق نفسه وذاته، هي بلادة بل سداجة حقيرة، جبن ونقصان عقل ودين، مسكين هو ومسكينة هي من يحسبان الآخرين ملائكة ونجوم طاهرة كنفسيهما، بل هما ناقصا عقل من يظنان أن ما يجري في عروقهما نفس ما يجري في باقي الأجساد. لكن جعلت هذه الأنفاس تحلق في غبار ودنس المصالح غير آبهة بما يجري في مسلسل الآفات والمنكرات. لزلت أتذكر جيدا عندما رتب أحد الأصدقاء كلمات نصح غالية وقال: هل حقا من يكون في عز الإكرام؟ يكون رجلا للبطولات والمعارك والغزوات، أم يكون فاتحا مؤسسا للحضارات والعمارات، حتما سيكون كرجال المظاهر والأغاني والسهرات أو أصحاب أحاديث مخفية في الخفاء متلعثمة في البدايات، فقالت نفسي: لعله لم يكن بطل في قصة أو رواية، لكنه كان نعم الصديق .. تبعثرت صفحاتي وسط كومة الأوراق المتلاشية، لم أعد أجد بينها مبعث للاستمرار والسير، في ظل واقع يحكي مرارة الألم. ربما شمس تعيش أفضل حالا من الباقي، لكن يسبقها الكثير من الأمنيات، لا أعلم ما يخبئه المستقبل من مفاجآت وخبايا، لكن حاضري اليوم هو حبل للمستقبل لكنه بدأ يكبل النفوس، فالحال أصبح عبارة عن متاهة بين الطرقات وما لا أعلمه هو نهاية الطريق، أين ستكون ؟ أفهم جيدا وأستوعب أن هذا قدر الله مقسم علي في جميع الأحوال، لكن ما يؤلم النفس هو أنها أصبحت مسؤولة عن كل دقيقة تمر في زمن العمر وتنقضي، كل دقيقة وما يجب العمل فيها ولأجل ماذا ؟ ماذا فعلت وماذا قدمت من أجل نفسي أولا، ومن أجل أسرتي ثانيا، وديني وأمتي ثالثا … ودائما مع انتظار إشراقة شمس تجعل سمر الليل الذي انقضى قربى و وَصْلٍ للمبتغى، وإيمانا ويقينا يزداد ببزوغ شمس جديدة، وانتهاأً لحديث نفس مجهد.