بالقرب من مدينة تطوان، وعلى الضفة اليمنى لوداي مرتيل، يقع الموقع الأثري "تمودة"، هذه المعلمة التاريخية العريقة التي أصبحت مركزا سياحيا مهما في شمال المغرب. تأسست مدينة تمودة قبل حوالي ألفي عام على يد الأمازيغيين، قبل أن تصبح خلال عهد الإحتلال الروماني حصنا شديدا لهم في العام 40 من الميلاد، وقد كان مربع الشكل، يصل ضلعه إلى 80 مترا، وتحيط به أسوار ضخمة مبنية بالحجارة. تميزت "تمودة" بموقعها الإستراتيجي، وبذلك عرفت المدينة تمدنا وإزدهارا سريعين بحيث إتسعت شوارعها المتعامدة وتعددت المنازل المطلة عليها. ومكن ذلك الأمازيغ من العمل على بناء وتطوير مدينتهم في مأمن من المخاطر الخارجية، وخلف سكان المدينة آثارا مختلفة سواء تعلق الأمر بالنقود أو بالخزفيات والقناديل والتماثيل. ورغم أن الموقع كان قد طاله النسيان، إلا أنه تم في 10 أكتوبر سنة 2011 إفتتاح الموقع الأثري تمودة بتطوان، في وجه الزوار المغاربة والأجانب والباحثين والمهتمين.