افتتح يوم الاثنين 10 أكتوبر، بتطوان الموقع الأثري تمودة، الذي يقع على بعد أربعة كيلوميترات جنوب غرب مدينة المدينة، في وجه الزوار المغاربة والأجانب والباحثين والمهتمين. ويعد تمودة أهم المواقع الأثرية القديمة (قبل العصر الإسلامي) في المغرب، إلى جانب ليكسوس ووليلي وزليل وكوطا وبناصا. وأكد بنسالم حميش، وزير الثقافة، أن الرهان الآن بعد افتتاح تمودة، هو تحويله إلى موقع ثقافي سياحي للتعريف بالمنطقة، وبالتالي جعل الثقافة قطاعا منتجا يخلق مناصب شغل. وقد بلغت تكلفة إنجاز المشروع حوالي أربعة ملاين و800 ألف درهم، واشتملت الأشغال على ترميم وتقوية البنيات الأثرية، وبناء محافظة الموقع وسكن للمحافظ ومختبر لدراسة اللقى الأثرية وترميمها وشباك للتذاكر، كما تمت تهيئة مدار الزيارة. وتؤرخ اللبنات الأولى للموقع للقرن الثاني قبل الميلاد اعتمادًا على النقود التي ضربت بتمودة خلال القرن الأول قبل الميلاد. كما ترجع الآثار الماثلة للعيان اليوم (الساحة العامة، الحي السكني، شوارع وطرق المدينة، إلخ ...)، التي تقع خارج المعسكر الروماني إلى القرن الأول قبل الميلاد. وتدل الحفريات الأثرية على أن مدينة تمودة المورية تعرضت لعمليتي تدمير خلال القرن الأخير من وجودها، ويجمع المختصون على تأريخ التدمير الأول في نهاية القرن الأول قبل الميلاد حوالي سنة 38 قبل الميلاد. وما كادت المدينة تستعيد حياتها وازدهارها حتى تعرضت من جديد لتدمير وتهديم نهائي حوالي سنة 40 للميلاد من طرف الجيوش الرومانية بعد اغتيال آخر الملوك الموريين بطليموس. وقد بدأت الحفريات الأثرية بموقع تمودة سنة 1921، عقب اكتشافه من طرف الباحث الإسباني سيزار لويس دي مونطالبان، واستمرت ما بين 1921 و1958 من طرف باحثين إسبان أخرين أمثال سان ألفاريز دي توفو، وبيلايو كينطيرو أتوري، وخمينيث برنال، وسيزار موران، وميغيل طاراديل. --- تعليق الصورة: جانب من الموقع الأثري تمودة