بقلم: حمزة البحري إلى وقت ليس بالبعيد كنت لا أهتم بشيئ إسمه "الكتاب" بشيئ إسمه "القراءة"، كان يبدو لي الأمر بليدا للغاية أن أجلس لدقائق أو ربما لساعات أحضن كتابا لأقرأه. إلى أن أثارني بعض الأصدقاء بمقتطفات يأتون بها من بحث صغير عبر الأنترنيت، فهذا يأتي بقولة للرومي وبعضهم للحلاج وبعضهم للرافعي. هذا الأخير أثارني إسمه لأني كنت أعلم سابقا أن الرافعي شخص يهتم بالفقه والسنة -وكذا- ولكن ببحث أيضا صغير عبر الأنترنيت حصلت على تعريفه و وجدت أن إسمه "محمد صادق الرافعي" وأصله ونسبه وما عايشه خلال فترة حياته، فوجدت الشخص أيضا يكتب بوجدانه كاملا، وبأحاسيس رائعة، كأن الشخص يكتب بدمعه. ذهبت لأحد المكتبات بمدينة الرباط بحثت عن كتبه أخذت منها "وحي القلم" وخرجت ثم بعد أيام قلائل، أخذت أقرأ فيه وأقرأ وأقرأ فلم أجد إستطاعة للتوقف، كأني بالرجل قد سحرني، أدمنت كتبه كلها حتى بت أعيشها ولا أكتفي بقراءتها فقط، تأثرت به كثيرا فلم أجد فاصلا ولا حاجزا بيني وبينه، وكأن الشخص يمثلني،"كأنه أنا". لا أخفي إعجابي به أبدا، إقتنيت كل كتبه، قرأتها كأني أحفظها إلى الآن، تصاحبني أينما ذهبت وإرتحلت، كلما تعبت أرجع لأحدها أقرأ سطرا فأرتاح، فتحل سكينة الكتاب علي، كأني بالكتاب دواء لي. وأنا الذي منذ زمن لم أقرأ ولو حرفا، كل شيئ لي كان عبر الانترنيت، لكن لا شيئ يعوض الكتاب، اقرؤوا، حاولوا على الأقل، أنا ايضا لم أكن أهتم، لكن "الكوبي،كولي" تنتهي يوما ما ويظل ما بجمجمتك فقط، والعيب كل العيب هو أنك لم تحتفظ ولو بشيئ في ذاكرتك من تلك الطباعة، حاولوا فقط. أنا الآن أملك عمودا على موقع أكتب فيه للناس ويقرؤون لي، ولم أكن يوما أحلم بذلك، وأيضا أكتب على المواقع الإلكترونية، ولدي حلم الآن أقاتل لأجله هو أن أكتب كتابا بإسمي وكذلك أكتب على صفحة إحدى الجرائد بدل الإلكترونيات الصماء. حاولوا فقط وأبدعوا فيما حاولتم فيه، يمكن أن تجدوا أنفسكم الضائعة بمتاهات الدنيا ومشاغلها، (ويمكن أيضا ان تضيعوا في كتاب هههه) ولا تكتفوا بكاتب واحد، حاولوا فقط أرجوكم.